سيادة العراق بين مطرقة التدخل الامريكي وسندان النفوذ الايراني

🖋⚖️ مصطفى فاضل

وبفضل موقع العراق الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط، أصبح العراق ساحة معركة للصراع على السلطة بين الولايات المتحدة وإيران. لقد تعرضت سيادة العراق للتحديات المستمرة حيث يحاول كلا البلدين التأثير على المشهد السياسي والاقتصادي. يستكشف هذا المقال الديناميكيات المعقدة لسيادة العراق، العالقة بين مطرقة التدخل الأمريكي وسندان النفوذ الإيراني.

منذ غزو عام 2003، لعبت الولايات المتحدة دوراً مهماً في شؤون العراق، حيث قامت بتشكيل نظامه السياسي مبني على الطائفية الدينية والمحاصصة المقيته. أثار وجود القوات الأمريكية استياء العديد من العراقيين الذين ينظرون إلى بلادهم على أنها تحت الاحتلال وليس دولة مستقلة. علاوة على ذلك، فإن فرض السياسات الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة، مثل الخصخصة وإلغاء القيود التنظيمية، أدى إلى تعميق التصور بأن سيادة العراق تتآكل لصالح المصالح الأمريكية. ومن ثم فإن مطرقة النفوذ الأمريكي كانت فعالة في تحدي الحكم الذاتي للعراق.

ومن ناحية أخرى، سعت إيران أيضًا إلى توسيع نفوذها في العراق، مستفيدة من هويتها الدينية الشيعية المشتركة وروابطها التاريخية. وقد ركزت مشاركة إيران في العراق في المقام الأول على دعم الأحزاب السياسية والميليشيات، مما سمح لطهران بممارسة نفوذ كبير على الشؤون الداخلية في العراق. وقد أدى ذلك إلى زيادة التوترات الطائفية داخل البلاد، مما أدى إلى مزيد من تقويض سيادتها. لقد أثار التدخل الإيراني في سياسة العراق وأمنه مخاوف العراقيين والمجتمع الدولي، لأنه يشكل تهديدا لوحدة العراق واستقراره. وهكذا فإن سندان النفوذ الإيراني يضيف طبقة أخرى إلى صراع العراق من أجل السيادة.

وفي الختام، فإن سيادة العراق كانت موضع تحدي مستمر من قبل المصالح المتنافسة لأمريكا وإيران. .أثار التدخل العسكري والسياسات الاقتصادية للولايات المتحدة مخاوف بشأن استقلال العراق وحكمه الذاتي، في حين أدى تسلل إيران إلى سياسة العراق وأمنه إلى تقويض سيادته بشكل أكبر. وتؤثر هذه الديناميكيات المعقدة بشكل كبير على قدرة العراق على حكم نفسه وتشكيل مستقبله. ومن أجل تحقيق السيادة الحقيقية، يجب على العراق أن يتنقل عبر التوازن الدقيق بين هذين التأثيرين الخارجيين وأن يعطي الأولوية لمصالح وتطلعات شعبه.

سيادة العراق بين مطرقة التدخل الامريكي وسندان النفوذ الايراني