مقالات

استهداف شخصي وضيع

محمد عبد الجبار الشبوط:
لا يخامرني الشك في انني مستهدف شخصيا من قبل جهات لا تروقها مساهماتي النظرية والعملية في بلورة مشروع لبناء الدولة الحضارية الحديثة، ولا يروقها حضوري في المجال الاعلامي والفكري، وقبل ذلك لا يروق لها دوري السياسي والاعلامي السابق في التصدي للنظام البعثي المتخلف.
ليس سرا انني اتعرض الى حملة تسقيط وتشويه سمعة منذ وقت ليس بالقصير، سقط فيها افراد صغار متضررون من طريقتي في ادارة شبكة الاعلام العراقي، ولم اكن ارد عليهم سابقا لعدة اسباب منها اني كنت مشغولا بعملي وليس عندي مجال للخوض في معارك جانبية وهامشية من هذا النوع. فلا حملات التسقيط والتشويه تستحق الرد، ولا الرد كان سيقنع الجهات التي تقف وراء تلك الحملات بالتوقف فقررت المضي قدما في عملي، الذي اعتز باني قمت به باخلاص وهمة عالية ونظافة يد. ولم تنجح حملات التسقيط في تغيير هويتي وصورتي امام نفسي بالدرجة الاولى وامام من يعرفني حق المعرفة عن قرب. واما الذين صدقوا الاشاعات المقصودة والتهم الكيدية فلا يشكلون وزنا مذكورا في ميزان الحقيقة والقيمة التاريخية.
لكني لاحظت تجدد حملة التسقيط وتشويه السمعة في الاونة الاخيرة رغم انني موظف متقاعد ومعتزل للنشاط السياسي ومتفرغ للكتابة في مشروعي الكبير “الدولة الحضارية الحديثة” والدعوة اليه من خلال صحيفة “العالم” و “كل الاخبار” مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تسلسلت هذه الحملة على النحو التالي:
اولا، اصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي امرا شفويا بمنع نشر مقالاتي في صحيفة “الصباح” منتهكا بذلك احد حقوقي الدستورية.
ثانيا، قيام ادارة الشبكة التي اتى بها الكاظمي خلافا لقانون الشبكة بمحو كل ما يدل على دوري الايجابي البناء في جريدة “الصباح” وشبكة الاعلام العراقي، بطريقة طفولية ذات رائحة بعثية نتنة.
ثالثا، قيام احد مقدمي البرامج التلفزيونية البعثيين بتعمد تشويه سمعتي من خلال ضيوف صوريين يسيئون الي والى تاريخي، كان اخرها ما قاله صحفي اردني من اصل فلسطيني من انني كنت اصر على نشر مقالات في مدح المقبور صدام حسين في سبعينات القرن الماضي في مجلة “صوت الخليج” الكويتية التي كانت يحتل فيها منصب مدير التحرير فيما كنت انا محررا غير متفرغ فيها. وكانت هذه كذبة فاقعة و كبيرة واتحدى الصحفي الاردني ان يأتيني بمقال واحد امدح فيه المقبور، باسمي الصريح او باسم مستعار يعود لي، في هذه المجلة او في اي مطبوع اخر في العالم، باية لغة من اللغات الحية او المنقرضة. وهو تحدٍ قائم الى يوم القيامة لانني على ثقة تامة باني لم ادنس قلمي، (وانا احترف الكتابة منذ عام ١٩٧٦، وهو العام الذي غادرت فيه العراق)، في مدح النظام البعثي المتخلف وبالذات المقبور صدام. بل كنت اجاهر بمقالاتي وتصريحاتي العلنية بمعارضة النظام الذي لم اتردد باعتباره نظاما متخلفا، دكتاتوريا. ولم اكن يوما من كتاب النظام او اعلامييه او صحفييه او المتملقين له.
اما هذا الصحفي الاردني البائس فقد كان معروفا بتأييده للنظام البعثي ومعروفا بعلاقته الوثيقة بالسفارة العراقية في الكويت، وكنتُ كثيرا ما اصطدم معه لهذا السبب، حتى لحظة خروجه من ادارة تحرير مجلة “صوت الخليج”، وتسلمي مسؤوليتها حتى يوم اعتقالي في الكويت في ١٢ كانون الاول من عام ١٩٨٤.
بل ان هذا الصحفي المرتزق كان يخرّف في لقائه التلفزيوني حيث ذكر ان عمري كان انذاك اربعين سنة، في حين ان عمري لم يتجاوز الثلاثين عاما الا بقليل في الفترة التي عاصرته فيها، وقال انني احمل شهادة الماجستير في الادب الانكليزي، وهذا غير صحيح ايضا.
ترى من اوصله الى القناة التلفزيونية وهو الصحفي المغمور الذي لا يُذكر له شيء ذو بال في السياسة والاعلام؟!

🛑 ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار