مقالات

مشهد الميزانية .. جلباب الثورة وتانق الدولة !؟

مشهد الميزانية ..
جلباب الثورة وتانق الدولة !؟

حسين الذكر

بعد عقدين من الزمن في ظل تغيير الواقع السياسي العراقي اثر احتلال عسكري وتغيير دموي شل البلاد والعباد وخرب البنية التحتية التي لم تستطع النهوض منذ نيسان 2003 حتى اليوم ..
صحيح حدثت تغيرات جوهرية على مستوى إدارة البلد من تغير اليات الحكم والعمل الشمولي الى ما يمكن ان نسميه بمخرجات صناديق الانتخابات التي مهما كانت شفافة وحققت من منجزات ونتائج تمثل رغبات شعبية على الصعيد الوطني الا ان آليات الحكم المرسومة والتي ما زالت مفروضة على طريقة حكم المكونات التي حددت معايير وامكانيات وحدود التغييرات .. لا يمكن ان تكون من وجهة نظر أحادية او زاوية حادة .. اذ ان الممسك الأول والرئيس للفلتر سيبقى هو العامل الدولي والإقليمي وما يفرزه السطح من قوى وحراك داخلي متشعب متنوع لا يمكن ان يكون هامشي مع إحالة عزله بالكامل او شل قدراته المتبلورة والمتحولة دوما حسب المقتضيات العامة سواء كانت على شكل تجمعات او منظمات مجتمع مدني او أي حراك جماهيري و شرائحي مطلبي يمتلك قوة التاثير على المشهد ..
من هذه الزوايا وضعت سؤال افتراضيا .. حول ما اثير من تراشق ومطالب واهداف قريبة وبعيدة تنسجم مع رغبة ورؤية تجمع او تكتل إرادة الدولة الذي افرزته الانتخابات والنتائج والاحداث الأخيرة ما كان عفويا منه او مدبر بطريقة ما .. وهذا التكتل القائد للعملية السياسية الان دخل ثاني اختبار حاد له بعد التصويت على الحكومة التي شكلت مفاجئة على صعيد سرعة التشكيل والتمرير .. ومن ثم جاءت الميزانية لتضع المجتمعون امام امتحان اخر .. بمعزل عما سيؤول اليه من نتائج على صعيد تقسيم او إقرار الميزانية رقميا التي لا يمكن لها ان تجري وفقا لمزاج احادي .. فقد ولى زمن التفرد في ظل نظام كل مؤشراته التنظيرية والتدبيرية والاستراتيجية … تشير الى انه يهرول نحو ( اللبرلة والنظام الرسمالي ) .. بعد عقود من فلك أسس النظام الاشتراكي وما مستلزماته على ارض الميدان وما يكتنفه من امراض وراثية او افتراضية ..
مخرجات الميزانية توحي من وجهة نظر بعيدة النظر .. ان المكونات والمحاصصة وفقا للنظام الدولي القائم هي مترسخة وتسير بالاتجاه المرسوم لها وتمثل مخاض الخروج العملي من جلباب الثورة الى التانق بثوب الدولة وما يعنيه ذلك الافتراض من تغيرات عديدة على صعيد الواقع والبنى الاجتماعية والفكرية العراقية … التي مهما طال زمان التغيير فيها وان اتسعت رقعة الهدم الاجتماعي القائم .. الا ان الأفق المنظور وما بعده لا ينبيء باي تطورات حضارية جادة … وان كانت هناك تغيرات شكلية !!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار