مقالات

” ما اخليك تشوف الشمس ” أحد حراس نائب رئيس الجمهورية هددني بالقتل .

عندما يتقوى السياسي بالمنصب

بقلم الاعلامي و الكاتب عدنان الجـــــــــــــــــــــــــــاف

لا زلت اتذكر كان مساء السبت من شهر حزيران عام 2008 وتم ابلاغنا نحن الصحفيين والاعلاميين كركوك بان هناك شخصية مهمة موجود في كركوك وسيقوم يوم غد صباحا باجتماع موسع مع جميع المكونات ورؤساء الدوائر الحكومية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية في مبني محافظة كركوك وتم توجيه الدعوات الى جميع المعنيين في كركوك وخصوصا الزائر كان شخصية سياسية وله منصب رفيع في السلطة , و قد عاد مؤخرا الى الساحة السياسية بعد خصام مع الحكومة العراقية الجديدة و خصوصا بعد تغيير النظام السابق الى نظام جديد الاكثر ديمقراطية وفيها من حرية التعبيير ,
منذ صباح الباكر واستعدادا للعمل وخصوصا بعد تسريبات بان الزائر هو نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي العائد الى الساحة والعمل السياسي في العراق والذي عاد بطلب من القادة السياسيين ومنهم المرحوم جلال الطالباني , توجهت مع كادر التصويري الى مبنى المحافظة منذ صباح الباكر وبعد تفتيش دقيق لنا ولاجهزتنا من قبل افراد حماية امن المحافظة ولازلت اتذكر كان المقدم كوران كلي وبعد الامتهاء من عمليات التفتيش الاجهزة ةالمعدات والاشخاص توجهت كبقية زملائي الى قاعة مجلس المحافظة وهو المكان المخصص للقاء الهاشمي مع المدعويين ومن المعروف ان كل جهة اعلامية تجلب معها” لوكو او رمز ” القناة التلفزيونية وانا في حينها كنت اعمل مديرا لمكتب فضائية الحرية في كركوك والتابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني , واكتض قاعة المجلس بالحاضرين من فئات متنوعة ومن جميع القوميات و من مختلف الدوائر المدنية وحضور شخصيات امنية من الشرطة والجيش العراقي وابرزهم انذلك لواء جمال طاهر مدير شرطة كركوك و اللواء الطيار الركن انور حمه امين وكان في حينها امر لواء 15 جيش العراقي في كي وان والعديد من الشخصيات السياسية وممثلي الاحزاب العلمانية والدينية , ومنذ البداية وبعد وصول الهاشمي وقبل دخوله للقاعة , دخل بشكل مفاجئ مجموعة من عناصر حماية الهاشمي يحملون اسلحة ثقيلة نوع بي كي سي ومع عتاد كثير وتزوعوا في اركان القاعة وسط ذهول الحاضرين وبعدها بلحظات تم تبليغ المقدم كوران كلي بهذه الحالة الغريبة و قام المقدم كوران باستدعاء افراد حماية الهاشمي وطلب منهم مغادرة القاعة مع اسلحتهم و كان الجو مشحونا بالتوتر في البدء رفضوا الخروج الا ان اصرار مقدم كوران كلي وصفته مدير امن المحافظة اجبر عناصر حماية الهاشمي على ترك القاعة والبقاء لعناصر الحماية باسلحتهم الخفيفة , بعد فترة وجيزة جاء مجموعه من الاعلاميين اللذين كانوا يرافقون نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في رحلته الى كركوك ةهم يحملون مجموعة من اللوكوات لقنوات مختلفة جاءوا بها من بغداد و حاولوا ازاحة اللوكوات التي سبق وضعها من قبل مراسلوا واعلاميوا كركوك ومنذ صباح الباكر , وطالب احد اعلامي المرافق للهاشمي من احد عناصر حماية الهاشمي ان يقوم بازاحة جميع اللوكوات وترتيبها من جديد الا ان هذا العمل رفض من قبل جميع اعلامي كركوك ومن ضمنهم الزميل دلير شواني مسؤول مكتب الاعلام والعلاقات في محافظة كركوك و تدخل الزميل دلير ومنع الحماية بتغيير المنصة وتم رفض ازاحة اللوكوات وبعد فترة وجيزة وتاخيير قدوم الهاشمي الى داخل القاعة قام اغلب الحاضرين بترك القاعة ومع ملل الانتظار واصبح نوع من الضوضاء والانزعاج وبعدها قام الاعلاميون بسحب اللوكوات من المنصبة والخروج الى خارج القاعة وانا منت من ضمنهم وعندما توجهت ال المنصة لسحب لوكو قناة الحرية اعترضني شخص يرتدي ملابس عسكرية مدجج العتاد والسلاح وبعصبية طلب مني الابتعاد وقلت له اخي اريد اخذ اللوكو فقال بالنص ارجع ليورا ممنوع فقلت اخي يا ممنوع اني اعلامي اريد اخذ اللوكو ما عندي شي , فقام بدفعي و بعدها طلبت من المصور مهدي اللذي كان معي بجلب اللوكو وخرجت من القاعة وفي باحة المحافظة حيث كان المكان مكتظا بالمسؤولين ومدراء الدوائر والشخصيات والاعلاميين و كل من لواء جمال طاهر واللواء انور حمه امين وكنت واقفا معهم نتحدث عن امور اعلامية كان هناك احد افرادحماية الهاشمي والذي تصادم معي في داخل القاعة يشير بيده نحوي ويتحدث مع شخص اخر وكان ضابط برتبة رائد ولعدة مرات كان يشير بيده نحوي ولكي افهم السبب توجهت نحوه وسالته اتفضل اخي خير ؟ شكو ليش تاشر عليه ؟ فقال للضابط هذا الشخص قام بتخريب الاجتماع وسبب الفتنه واعترضت على الموضوع فبدا بالتهديد علنا وبصوت عالي ساميحيك من الوجود وما اخليك اتشوف الشمس وقلت بالنص هذا التهديد تهديد النظام البعثي وبعدها توجهت الى مدير الشرطة وامر لواء اللواء الطيار انور حمه امين فقلت لهم بانني في حمايتكم وتحت علم الدولة العراقية وهناك تهديد علني بتصفيتي من قبل حماية طارق الهاشمي ومن ثم اعلن جميع الزملاء الاعلاميين والصحفيين بالخروج من القاعة واعلان اعتصامهم معي ورفضا تغطية الحدث وسط هيجان المحافظة وقامت اغلب الوكالات والمنظمات لحقوق الانسان وحماية الصحفيين بالاتصال بي لحمايتي او الخروج خارج العراق لحمايتي الا انني رفضت الامر ومع اصراري لتقديم شكوى ضد طارق الهاشمي في المحكمة الاتحادية وضد افراد حمايته ولكن بسبب ارتباطي بالقناة والتي كانت تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني و افراد حمايته واتصلت ب مدير القناة بالموضوع الا ان ادارة القناة طلبت مني ان الابتعاد عن تقديم الشكوى ضده لان , طارق الهاشمي قد عاد من جديد الى الساحة السياسية واستلم منصب نائب رئيس الجمهورية وهكذا امر او تقديم الشكوى سوف يؤثر على وتيرة العلاقات بينه وبين رئيس الجمهورية الراحل مام جلال , ولغاية اليوم لا اعلم ماذا قررت المنظمات او الهيئات او مرصد الحريات بالخروقات التي تسجل ضد المسؤولين من امثال طارق الهاشمي وغيرهم ؟ هل هناك قرار معين او عقوبة معينة للشخص المسئ ضد الاعلامي والصحفي وخصوصا هناك الكثير من الاعلاميين اغتيلوا وسجل ضد مجهول ؟ سؤال اتمنى يحصل عليه اقراني في المستقبل كدت انسى اغلب القنوات الاعلامية والمواقع الالكترونية والوكالات العربية والاجنبية المحلية والخارجية اهتموا بالموضوع الا القناة التي كنت اعمل فيها …كل هذا الامر كان ربما بسيطا ولكن الحزن الكبير في داخلي ولغاية اليوم ..انا منذ البداية فرحت بتغيير النظام السابق و المجئ بنظام جديد اكثر ديمقراطي و بمساحة اكبر لحرية الراي والحزن بانني لم اتمكن من تغطية حدث مهم كان باعتقادي بان طارق الهاشمي بدا يؤمن بالعراق الجديد ويؤمن بالتغيير الجديد ..لكن كنت على خطا وربما تطبق مقولة قيل سابقا ويستخدم كثير بين العراقيين ” ابو الطبع مايجوز من طبعه ” حزني لانني كنت فعلا متحمسا لتغطية الحدث في كركوك والتزامي وتجهيزي بمعدات وادوات التصوير و تجهيز الية التقرير بل كنت في يومها اعددت تقريران لتغطية الحدث لكن كل مخططاتي ذهبت ادارج الهواء وتبخرت وحل محلها كلمات التهديد والقتل والاسلوب الترهيب من قبل حماية طارق الهاشمي الذي كان نائب رئيس جمهورية العراقية ؟.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار