مقالات

النفاق. والرفاق الناقمون على إيران

بقلم حسن النصار:
هو بالفعل موضوع طريف للغاية فقد تابعت المشهد العراقي السياسي وخلال سنوات عدة فوجدت ان غالبية العلمانيين واللبراليين واليساريين وكثير من القوميين والبعثيين هم من الشيعة وهناك من الناقمين على ايران من السياسيين والمثقفين والكتاب والصحفيين من كانوا يعيشون في ايران ويعملون في قطاعات مختلفة ولكنهم ومع تطور الاوضاع والتغيير في البنية السياسية والتخبط والفوضى والظروف التي احاطت بالعراق وصعود البعض الى الواجهة وحصولهم على مكتسبات مادية ووظيفية وهبوط نجم اخرين وفشل كثيرين ايضا في تحقيق مايصبون اليه من طموحات عدا عن الاحباط الذي ضرب قطاعات شعبية وفئات من المثقفين بسبب الاداء السياسي والفشل في ادارة الدولة والفساد والعمالة للخارج وغياب الرؤية وضعف الشخصية السيادية العراقية في مواجهة الفاعل الخارجي كل ذلك دفع هذه القطاعات لتشهد تحولات جذرية وفكرية وسلوكية ناقمة وساخطة على الحكم والمسؤولين وكل من يتصدى للمسؤولية وربما مثلت التظاهرات في مناطق الوسط والجنوب وهي مناطق شيعية تحولا في البنية السياسية والثقافية لجهة ان لايكون الانتماء الطائفي عامل مؤثرا في الحراك المعارض والناقم حيث يتخلى الكثيرون عن مسلمات دينية وطائفية ويسلكون طرقا بعيدة عن الطرق التقليدية المعروفة الامر الذي مهد لتحول فكري نحو العلمانية واليسار وترك الانتماء والاصرار على العمل ضمن مجموعات ثقافية تهاجم الدين والطائفة ويحكمها الغضب والانفعال والرغبة في التحرر من كل قيد والانبهار بالمشروع الثقافي الغربي.
لم تتخذ القوى السياسية والدينية اي اجراء يمكن ان يكون ناجعا لوقف التدهور في العلاقة بين المؤسسات والشعب وانشغلت تلك المؤسسات بمكاسبها المالية والوظيفية وتجاهلت الشعب الذي كان يعمل بصمت على انتاج منظومة ثقافية غير تقليدية فاجئت الجميع بانفجار ثقافي وتمرد فكري وسياسي احدث اضطرابا في الاوساط السياسية ودوائر القرار التي لم تعرف كيفية التعامل مع حدث مفاجيء وصادم ومذهل ومربك وبالتالي خسر الطيف السياسي ماكان يتميز به وهو ان تكون المبادرة الاولى له. وعلينا ان ننتظر المزيد من التحولات التي تؤثر في الطيف الشيعي التقليدي وعلاقته بايران وبالمؤسسات الرسمية مع وجود ناقمين على ايران من مثقفي الشيعة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار