مقالات

الانحدار الأخلاقي والمهني لوكالة “ناس”!

أحمد عبد السادة

بعد ‏الانتقاد الذي تم توجيهه لها بسبب تسميتها لشهداء الحشد بالقـتلى نشرت وكالة “ناس” رداً توضيحياً بينت فيه أنها تطلق كلمة “قـتلى” على كل ضحايا العراق سواء كانوا من القوات الأمنية أو من المتظاهرين حسب قولها، ولكنني بعد اطلاعي على أخبارها السابقة وجدت أنها تطلق كلمة “شهداء” على المتظاهرين فقط في حين أنها تطلق كلمة “قـتلى” على شهداء الحشد (كما هو مبين في الصور أدناه).
حتى لو كانت وكالة “ناس” ترفض تسمية شهداء الحشد بـ”الشهداء” استناداً إلى توجيهات برهم صالح ومصطفى الكاظمي اللذين يمولان الوكالة، فإن الضوابط الصحفية المهنية لا تسمح ولا تجيز لها أن تتلاعب بمحتوى البيانات الرسمية وتغير ما تشاء من مضامينها ومفرداتها كما فعلت حين غيرت تسمية “الشهداء” في بيانات رئاسة الجمهورية والكاظمي وخلية الإعلام الأمني وحولتها إلى “قــتلى” و”مقاتلين”!!
أي صحفي بسيط يعرف بأن التلاعب بالبيانات الرسمية هو أمر غير جائز في عالم الصحافة ويمثل خرقاً معيباً لشروط وضوابط مهنة الصحافة، وهو أمر يعبر إما عن “أمية” صحفية أو عن “أجندة” سياسية تمارس التلفيق والتضليل بإسم الصحافة.
حتى لو كانت وكالة “ناس” لا تريد تبني كلمة “شهداء” الواردة في البيانات استناداً لتوجهاتها المشبوهــة والمعاديــة للحشد فإنه كان يجب عليها وضع الكلمة بين أقواس أو وضع الاقتباسات من البيانات بين أقواس كما تفعل المؤسسات الصحفية الرصينة التي تهمها سمعتها، وهذا الأمر يعتبر من بديهيات العمل الصحفي لأنه مرتبط بما يسمى “الأمانة الصحفية”.
إن وكالة “ناس” لم ترتكب فقط جــريمة أخلاقية حين رفضت تسمية شهدائنا الأبطال بالشهداء، وإنما ارتكبت أيضاً جــريمة مهنية حين تلاعبت بمضامين البيانات وغيرت كلمة “شهداء” الواردة فيها إلى “قــتلى”!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار