مقالات

كتب المحامي احمد مزهر مقال بعنوان ” أسباب الطلاق”

((وان – بغداد))
المحامي احمد مزهر:
تعد ظاهرة الطلاق في العراق ، مسألة من أخطر المسائل التي لابد أن تقرأ بمعزل عن أية عاطفة أو أية انحيازات، حيث أصبحت مصدر خوف و قلق وايقاونه سلبية لدى الأسر العراقية “.

وبهذه الأسباب التي انتخبتها ، نتيجه ما قرأته وسمعته وعايشته اثناء عملي كمحامي نبين لكم اسباب الطلاق والحلول .

السبب الأول:
غياب الثقافة الزوجية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية بين الزوجين الحديثين , الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي، حيث يُشكل هذا التباين والفرق مساحة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تقريبها بسهولة،والحل يكون بالطلاق.

الخيانة الزوجية:
هي السبب الثاني في زيادة منسوب الطلاق في المجتمع، لأنها تُمثل شرخاً غائراً في هذه الشراكة التي تُبنى على اساس
الامانه والاخلاص والثقه.فحصول الخيانه من احد الاطراف تهدم هذا البناء المقام على هذه الأسس,فهي من الناحيه
القانونيه مجرمه , فقد تناول قانون العقوبات العراقي جريمة الخيانة الزوجية بشكل مجحف فلو نظرنا لنص المادة(377/2) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969لتنص على
((تعاقب بالحبس الزوجة الزانية ومن زنى بها 2_ويعاقب بالعقوبة ذاتها الزوج أذا زنا في منز الزوجية ) ونص المادة واضح في دلالاته ومعانيه, ومن الناحيه الدينيه محرمه كما جاء في قوله تعالى (والزانية والزاني فاجلدوا كل واحدا منهما مئه جلده )

السبب الثالث:
هو عدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الطرفين، مما يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات.

أما السبب الرابع:
فهو تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية والاهتمام بالزوج، أو تقصير الزوج في تحمل المسؤولية والالتزام بالأعباء المالية، وتحت إصرار كل طرف بتوجيه الاتهام للآخر، دون مراعاة للظروف والامكانيات، يتسلل الطلاق بوجهه الخبيث للقضاء على هذه المؤسسة الإنسانية الرائعة.

السبب الخامس:
هو سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين,.
فالتدخلات الكثيرة التي تخترق علاقة الزوج وزوجته، هي أحد أهم أسباب الطلاق في مجتمعنا، بل وكل المجتمعات العربية والإسلامية.

السبب السادس:
الاختلاف على الأولويات والاهتمامات والطموحات بين الزوجين, وعدم الوصول إلى نقطة التقاء واتفاق بين الطرفين، قد يُنهي الحياة الزوجية مبكراً.

السبب السابع:
الإدمان على الكحول والمخدرات الذي يؤدي إلى اللجوء للطلاق، وخاصة من قبل الزوجة أو أهلها.

السبب الثامن:
هو ذكورية المجتمع الذي قد يُشجع الرجل على التساهل باستخدام الطلاق كورقة ضغط لأنه يستطيع أن يبدأ حياة أخرى بكل يسر وبساطة، بينما المرأة المطلقة تعيش المعاناة بكل آلامها وقسوتها، إضافة إلى أن هذا المجتمع الذكوري، يُحمّل المرأة دائماً السبب في حدوث الطلاق.

التقنية الحديثة، من إنترنت وأجهزة ذكية ووسائل ووسائط التواصل الاجتماعي وغرف المحادثة وغيرها، هي السبب التاسع.

السبب العاشر:
الزواج المبكر وهو احد المشكلات الرئيسه ,اذ ان اغلب حالات الطلاق تقع بين المتزوجين بسن
صغير ويعود سبب ذالك الى عدم اكتمال الوعي لدى الزوج او الزوجه من النواحي الفكريه ومعرفه مصاعب
الحياة .
السبب الحادي عشر:
الوضع الاقتصادي للزوج وهذا بدوره من العوامل المساعده في حدوث الطلاق,وبالاخص الزمن الحالي اذ مطلبات
الحياة كثيره وان اغلب الاشياء استهلاكيه وهي من مطلبات الحياة الاساسيه ,واذا رغبت الزوجه بشيء ولم يستطع
الزوج توفيره وهو من المطلبات الرئسيه ومن حقوق الزوجه كالنفقه.وهذا ما اشاره اليه قانون الاحوال الشخصيه
العراقي في الماده(24).
وفي الشرع اوجب النفقه على الزوجه كما جاء في قوله تعالى :
(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ)
السبب الثاني عشر:
فتره الخطوبه القليله الامد,وهذه الفتره هي العمود الاساس لبناء العلاقه الزوجيه فهي تقرب الزوج من الزوجه على
النحو الذي يرسمان به خارطه حياتهم المستقبليه ,لكن وجود بعض الاعراف العشائريه التي تجبر الزوج على
تقصير هذه الفتره ,بدوره يؤدي الى الاخلال بهذه الخارطه وعدم اكتمالها مما يسبب عدم اكتمال الزوجين الانسجام
والتوافق فيما بينهما ويحدث الطلاق.

الحلول لمشاكل الطلاق:
تنقسم حلول مشكلة الطلاق إلى قسمين:
القسم الأول تندرج تحته الحلول الوقائيّة السابقة للزواج وبعده، والقسم الآخر الذي يتضمن الحلول العلاجيّة ، وهي كما يأتي:
القسم الاول الحلول الوقائيّة:
1- اختيار الزوج المناسب: اغلب الشباب لا يكترثون لمعايير اختيار الزوج أوالزوجة، فيهتمون بالمظاهر الشكليّة أحياناً، كالمظهر الجميل للشخص، أو غنى أهل الزوج أو الزوجة، ولا يراعون بذلك الشكل الذي سترسى عليه حياتهم في المُستقبل، لذا يجب معرفة كيفيّة الاختيار السليم للشريك المناسب، والتأني والتفكير المكثف والمنطقي من أجل ذلك.
2- الجهل بطريقة التعامل بين الأزواج: غالباً ما يُفضي إلى العديد من المشكلات أبرزها عدم فهم متطلبات الزوجة أو الزوج، والإصرار على التمسك بالرأي, كأن تشترط الزوجة على زوجها زيادة مصروفها الشهري، فيوافق الزوج مقابل فرضه شرطاً جديداً على الزوجة؛ كأن توافق على قطع علاقتها بإحدى الصديقات أو الأقارب مقابل زيادة نفقتها، وهذا غير مقبول منطقياً وديناً؛ فالحياة الزوجية قائمة على أساس الود والتفاهم وليس الشرط والتفاوض.
3-معرفة الحدود بين الازواج: يجب على الأزواج الفهم بأنّ الطرف الآخر ليس مُلكاً له ويحق فرض السيطرة عليه بكلّ تفاصيل حياته الشخصيّة، حيثُ يبالغ بعض الأزواج بحصر زوجاتهم بحدود التحدث مع الآخرين، والتعامل مع الناس عموماً أو العكس.
القسم الثاني الحلول العلاجيّة:
1-محاولة حل المشكلات الزوجيّة بالتفاهم: وعدم ترك المشكلات من البداية كي لا تتراكم إلى الحد الذي تؤدي فيه إلى الطلاق.
2-اللجوء إلى الهدنة: ونقصد بالهدنة أن يبتعد الزوجان عن بعضهما فترة من الزمن قد تسمح لهما بمراجعة النفس، وعودة المشاعر الطيبة بينهما، وقد تُرجع تلك الفترة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
3-تجنب لفظة الطلاق:على الأزواج التأني بالتلفظ بكلمة الطلاق فهي تُنهي الحياة الزوجيّة، لا سيما إذا كانت ثلاثاً، وعلى الزوج ان يجلس مع زوجته للنقاش بهدوء وحل الخلافات دون أن تصل الأمور إلى الطلاق.
4-الاحتكام : ويقصد به الاحتكام الى الاهل من العقلاء, فتلجأ الزوجة إلى الأم شرط أن تستوعب الموضوع بهدوء وحكمة، وإعلام الأب والعائلة بوجود مشكلة لا يقدران على حلها بأنفسهما، فيحتكم الزوج إلى كبير العائلة أو الأُخوة، ليصلحون المشكلات بين الزوجين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار