مقالات

من دولة ٣٣٣ يوم الى كوردستان الكبرى!؟

بقلم ✍️ عمر الناصر..

من يراجع وضع الكورد منذ انتهاء حكم جمهورية مهاباد التي لم تدم سوى ٣٣٣ يوم ، سيجد انهم مروا بمراحل صعبة وتوترات عديدة ، وكل ذلك يقف خلفه اسباب سياسية داخلية وخارجية ،ولو راجعنا صفحات التاريخ سنجد بأن جميع الاهداف والشعارات التي رفعوها هي تطلعات مشروعة لايختلف عليها اي منصف اذا ما توفرت الظروف المناسبة لتحقيقها، وعلينا ايضاً ان نتفق على تصحيح بعض الاخطاء الشائعة ومنها ، المفاهيم والمصطلحات التي لا تتناسب مع حجم ومساحة المنطق والمسؤولية الاجتماعية والاخلاقية، من اجل قطع الطريق امام من يحاول الاساءة للمكونات او ان يستخدمها ويجيرها سياسياً ، لغرض الانتقاص منهم كوسيلة لضرب الخصوم السياسيين ولتحقيق غايات خاصة، لنتمعن قليلاً بأمة الكورد التي هي ايضاً قد تعرضت لابادات جماعية من قبل الآنظمة القمعية ، ومنها مذبحة حلبچه عام ١٩٨٨ وفاجعة البارزانيين الذين عثر على رفات اكثر من ٥١٢ بارزاني في عام ٢٠٠٥ من اصل ٨ الاف مفقود اعتقلوا منذ عام ١٩٨٣ .

جمهورية مهاباد المكونة من اربع مناطق ( مهاباد ، نغدة، اشو، بوكان ) التي تاسست عام ١٩٤٦ برئاسة القاضي محمد وبدعم من الجندي المجهول والمستشار العسكري الراحل ملا مصطفى البارزاني ، كأول رئيس للحكومة من الحزب الديموقراطي الكوردستاني في ايران ، جعلت تحديات الحلم الكوردي بين مطرقة المصالح والاتفاقات السياسية الدولية المتمثلة بستالين وتشرشل وروتشيلد ، وبين سندان عدم وجود دعم واعتراف دولي بجمهورية الكورد الكبرى ، ماعدا بعض الاتفاقيات بين اذربيجان ومهاباد،عن طريق التمثيل الدبلوماسي وبعض معاهدات الدفاع المشترك ، التي لم تعترف بقية الدول بها واخرها تخلي الروس عن الدعم بضغط من الشاه .

الكورد استطاعوا تأسيس اقليم ذاتي بفعل حنكتهم وذكائهم وحرصهم على المصلحة القومية ، من خلال استثمار الفرص والمتغيرات السياسية التي تماشت ربما مع الظروف السياسية ، على العكس من اقرانهم الموجودين في تركيا وايران وسوريا ، في وقت لم يتغير المجتمع الدولي من موقفه تجاه القضايا القومية المشروعة لهم من خلال الاستمرار بنفس سياسية التسويف والمماطلة واستخدام سياسة العصى والجزرة ،حتى بدأ الاخير تتبلور لديه فكرة ان تكون لديهم دولة صغيرة قوية تستند الى المكتسبات والاستحقاقات والضمانات المشروعة بدلاً من ان تكون لديهم دولة كبيرة لكنها ضعيفة ومتشضية القرار ، وهذا ما لمسناه اليوم في حكومة اربيل من خلال قوة وتماسك القرار السياسي هناك ، رغم العوائق والتحديات التي تويد ان تعصف بالبيت الكوردي ، وعدم وجود ثقة متبادلة ووضوح في الرؤى بين بغداد واربيل .

انتهى ..

خارج النص / تصحيح مصطلح ” الكورد ” بدلاً من ” الاكراد ” هو اولى خطوات تذويب الخلافات السياسية المؤمنة بالحوارات ذات العمق الاستراتيجي ..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار