مقالات

إيران وترامب والكتاب المفتوح.. ومتى بدأت إيران استخدام المسيّرات؟

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
رغم حركة الاساطيل والحرب النفسية التي (خُيِلَ) للبعض أنها جارفة لم أقتنع لحظة بدليل حرب عسكرية واسعة (واحد)، إلى أن أسقطت إيران أحدث طائرة إستطلاع مسيّرة أميركية حيث اتصل بي صديق من المنطقة طالبا مني ألا أنام ترقبا لضربة أميركية كبيرة، فقلت له إن صاحبكم لن يحارب، وعدت إلى النوم.
أهم مزايا ترامب أنه ككتاب مفتوح ولا تحتاج أجهزة الاستخبارات إلى التجسس أو أن ترهق نفسها في المتابعة، وتكفي قراءة تغريداته محللي الاستخبارات في الوصول إلى نواياه (كليا)، والتي تشكل مصدرا مجانيا يُعَوّلُ عليه.
الرئيس ترامب بيّنَ أنه منع تنفيذ عملية ضرب ثلاثة مواقع إيرانية قبل عشر دقائق من موعدها لأنها ستتسبب في مقتل (150) إيرانيا. والحقيقة أبعد وأعقد من ذلك بكثير، فالحرب (الواسعة) التي قد تشعلها عمليات كهذه لها تداعيات خطيرة جدا تتسبب في قتل واصابة ونزوح عشرات الملايين من المنطقة، فتهدد الأمن الدولي، وتشعل حروبا أهلية في دول عدة، ومن أول من يكتوي بها هم الواهمون محليا المحرضون عليها.
يبدو أن ترامب أدرك المخاطر المدمرة، وطبعا نبهنا مبكرا أن العراقيين يدركون أن ثروتهم النفطية مستهدفة لاحقا للحرب.
الحرب الواسعة ستوقف تصدير برميل واحد من الخليج فتحدث أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة تفوق الوقف المبرمج سنة 1973.
واحدة من أمهات المشاكل أن الواهمين والحالمين بأوهام التاريخ لم يدركوا الواقع؛ لأنهم لم يخوضوا حروبا كما قُدِرَ علينا، ولم يجربوا الأميركيين كما جربناهم تفصيلا.
هذا كلام تطرقنا إليه يضاف له:
• أين أجهزة التشويش والشل الالكتروني التي صدع رؤوسنا بها الواهمون عربيا؟
• ما مصلحة أميركا في تخلص رفاقهم المحليين من وجع الرأس الذي يعانون منه؟
• لماذا لم تحرك أميركا ساكنا تجاه ضربات الحوثيين التي (ستزداد تأثيرا)؟ علما أن إيران صنعت واستخدمت طائرات استطلاع مسيّرة منذ 1981.
الحقيقة هي أن ما يحدث على طرفي الخليج لا يزعج الأميركيين (ولا طاقة لهم عليه وحدهم)، وما حدث ستترتب عليه مفاجآت مقلقة لرفاق ترامب في (جزء) من الخليج، ولو أن المشوار لا يزال طويلا.
ألم نقل من سنتين وكررناه إن (تفرد) أميركا من أجل الاستحواذ على المال لن يؤمن الحماية لغرب الخليج؟
لم يعد شيء اسمه المصلحة العربية موجودا، بل هناك مصالح دول ثنائية، وأول من نفض يديه من الشعارات القومية هو العراق بسبب ما عانى من التآمر وموجات التكفيريين ولن ينسى ذلك أبدا.
وكل يوم يمر ازداد اطمئنانا على العراق.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار