مقالات

انعكاسات الصراع الاقليمي على الشاب العراقي

بقلم سجاد الكناني:

كلنا نعرف ان لا أحد يريد عودة هذه الاوقات التي شقت فيها صفوف الشعب العراقي والبيت العراقي الواحد بسبب النعرات الطائفيه التي كانت تهتك بالعراق وشعبه ووحدته، لكن ما تأثير هذه الصراعات بعد ان تجاوزنا تلك الحقبه، وما الدرس والعبرة التي اتخذها شباب العراق وكيف تجاوز هذا الموضوع ومرض العضال الذي مر به.

فلنعلم ان التاثير كان على عدة نواحي ومنها
• السياسيه والنفسيه والاقتصاديه
• من الجانب السياسي: فقد اثرت النعرات الطائفية على اختيار الشباب فكان كل شخص منحاز الى من يقربه بالطائفة او العشيرة دون التركيز على ما يقدمه هذا الشخص من ميزات له وللحي الذي يسكن فيه ولم يكن منهجه اختيار مايخدم مصالحه وتوفير خدمات له بل من ينصر مذهبه وهكذا جعل من الطامعين بالمنصب ومرضى النفوس بالتفكير على توسيع الفرق بين المذاهب والاديان واستغلال مختلفي الاراء لنزاعات تخدم حملاتهم الانتخابية لأن مثل هؤلاء هم اكثر من يصدر الشعارات الطائفيه التي يستغلها المتنافسون في الانتخابات.

• وهذا اكثر ما افسد السياسه في العراق بخلق طعم انتخابي يضمن صعود اوجه فاسدة طائفية كل همها الارباح السياسية ولم يهتم لنفسية الشاب العراقي الذي ارهقته الحروب الطائفية والتي سببت للشباب خسائر كبيرة مازال يعاني منها حتى الساعة وهذه الخسائر تمثلت بفقدان الاشقاء والاصدقاء بسبب الاقتتال الطائفي بل وحتى فرقت المحب عن حبيبته فهناك من كان يسكن في حي شيعي وحبيبته سنية فلم يستطيعا الالتقاء او صديق سني وصديقه من منطقة شيعية فكان محرم عليهم اللقاء ببعض بسبب تغير الطائفة، هذه الضروف اثرت سلباً على نفسية الشباب بالسلب فجعلته عدائياً منحازاً لمن يقربه بالفكر ويشبهه بالرأي.

• اما نفسياً فهذه الضروف خلقت اوجهاً محملة بالحزن يائسة ليس لها امل بالغد الى فتره طويله نوعا ما فكان الشاب العراقي يعد الخسائر ولايعلم سبب كرهه للطرف الاخر … هنا شعر العراقيون انه انتهى وقت الحرب واتى وقت نبذ الطائفية المقيته التي سلبت منهم اخوانهم وفرقت بينهم وفتت صفوفهم وفرقت وحدتهم فكانوا عازمين على اصلاح هاذا الشق فيما بينهم وعلاج ما اصابهم من جراح بأخوتهم فبدأ الصلح بينهم وبدأ السياسيون باستشعار خطر هذه اللحمه فبدأوا بنصب مكائد جديدة لكن فشلت ايضاً فقد تعلم الشباب العراقيون الذين كانوا يتحلون بالوعي من اخطائهم وكشفوا كل المكائد التي كانت تحيط بهم بوعيهم عرفوا ان علاج هذا الداء الذي اسمه الطائفية ليس بالقتال وانما بالاخوة والبناء بعد الذي حل بوطنهم بعد اليأس الذي حل بنفوسهم اتى الامل لبناء وطن جديد خالي من النعرات الطائفية وخطط لبناء العراق منهجها الكفاءة…

• اما مايخص الوضعية الاقتصادية التي حلت بالبلاد فأيضاً كان لها نصيب من الدمار والنهب بخطط ومخططات خبيثه سياسية داخلية وخارجية اقليمية كان هدفها احناء الشعب العراقي بالضغوط الاقتصادية فلم يستطع كلا الطرفين المتنازعين العمل والانتاج بسبب التقسيمات الطائفية في اماكن العمل ونقص الكثير من الخبرات اضافة الى اركان الدولة التي لم يكن منهجها الكفاءة في العمل بل كان المحسوبيه العشائريه والطائفية الحزبية مما ادت الى دخول اشخاص غير كفوءين الى مجال بناء البنى التحتيه والاعمار فلم يرد عن ذالك سوى الخراب وعدم الخبره فلم يكونون اشخاص مناسبين في اماكنهم فقد حل المهندس بدل الكاتب والكاتب او العامل بدل المهندس …ذلك اضر بأركان العمل على خدمة العراق وكانت فترة حرجة اثرت على اقتصاد البلد حيث كان العمل يوكل من الدولة الى الاحزاب التي تسيطر على تلك المناطق من الطرفين وكانت هذه الاموال المصروفة الى الخدمات تسرق فأدت الى نقص كبير وتقصير كبير من قبل الحكومة الى فئات الشعب الفقيرة.

اليوم نحب نستذكر ذالك الوقت الذي هتك بطاقاتنا وابداعنا وحوله الى ضعف وكوابيس اشرقت شمس الوعي والاخاء لنبذ ضلام الجهل والطائفية ليتسما الشاب العراقي بالـ(عراقي)بدون مسميات اخرى مثل سني او شيعي او تابع لصحوة او حزب بل تمكن من برز هوية مستقلة عابراً كل التحديات والمخططات الاقليمية الناتجة من الصراعات الاقليمية الدائرة بالمنطقه دون الانحياز الى اي من هذه الاطراف.

🛑 ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار