العربي والدولي

صحف غربية تكشف المستور عن محاولات واشنطن ضرب مجموعة “فاغنر” في سوريا

في الوقت الذي تحدثت فيه صحيفة “واشنطن بوست” عن الخطة المسربة (الأمريكية – الأوكرانية) لضرب قوات مجموعة “فاغنر” الروسية في سوريا، لما تشكله من تهديد كبير لمصالحها في المنطقة، ولخوفها من القوة العسكرية المتصاعدة لهذه المجموعة، سلّطت تقارير جديدة الضوء على ما يجري من أحداث ميدانية متسارعة في البادية السورية، والتي عنوانها الأبرز المواجهات بين تنظيم داعش وقوات “فاغنر” الروسية على وجه الخصوص.
وتحدث تقرير لصحيفة الـ”تايمز نيوز” الأمريكية عن أن داعش جنّدت شباباً من سجون قوات قسد شرقي سوريا، للقتال معها ضد قوات “فاغنر” في البادية السورية، وبأن واشنطن و قسد ضليعتان في دعم عملية التجنيد هذه بالكامل.
وذكر التقرير أن التنظيم الإرهابي استطاع الحفاظ على السيطرة على العديد من الوديان والأراضي في جميع أنحاء البادية بسبب غضّ القوات الأمريكية النظر عنها ومنعها قوات التحالف من ضربها، هذه المناطق هي نفسها التي لم يتمكن النظام السوري من استعادتها منذ أن طرد داعش لأول مرة من المراكز الحضرية في وسط سوريا في عام 2017، وأهمها المناطق القريبة من منطقة السخنة بريف حمص الشرقي.
وكان اللافت للانتباه، تأكيد الصحيفة في تقريرها أن تنظيم داعش بدأ يصعّد ضد قوات “فاغنر” في البادية السورية، باعتماده على أسلوب المعارك الحذرة وأساليب الهجوم السريعة المعتمدة على الكمائن واستخدام الأسلحة الصغيرة والعبوات الناسفة، وعلمه المسبق بوجود ضوء أخضر أمريكي يتيح له حرية التحرك والمناورة.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن تنظيم داعش الإرهابي تمكن من دمج مجموعة كبيرة من المجندين الشباب في خلاياه النشطة، إذ يأتي معظم هؤلاء الشباب تحديدًا من شمال شرق سوريا، حيث يتم تجنيدهم محليًا في السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية وإرسالهم فيما بعد إلى نقاط معينة يُتفق عليها مسبقًا بين التنظيم الإرهابي وممثلين عن قسد.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وبحسب التقارير الإستخباراتية المسربة المتعلقة بضرب نفوذ فاغنر في سوريا، كان من المفترض أن تكون قوات سوريا الديمقراطية من سيقاتل “فاغنر” على الأرض، ولكن الآن لم يعد مستبعدًا بعد تكشّف تفاصيل الخطة، وخوف القيادة الكردية، استبدال قسد بالإرهابيين لتحقيق ذلك.
وختمت صحيفة “تايمز نيوز” إلى أن التعاون الوثيق بين واشنطن وحلفائها الأكراد ودعمهم لتنظيم داعش الإرهابي، ودفعه للقتال ضد فاغنر بالنيابة عنهم، ليس إلا تخوفًا من مواجه مباشرة مع هذه القوات المخضرمة، خصوصًا وأن قسد كانت قد رفضت ضرب المواقع الروسية من المناطق الخاضعة لسيطرتها خوفًا من رد عنيف من قبل روسيا.
والجدير بالذكر أن واشنطن بدأت تخسر نفوذها بشكل كبير في الشرق الأوسط لصالح روسيا والصين، كما أن الجماعات الكردية على علم بأنه في الوقت الذي سيتوقف فيه الدعم الأمريكي لهم بسبب انحسار نفوذه، سينتهي حلمهم بإنشاء فدرالية أو حكم ذاتي خاص بهم، ولذلك يمتثلون للأوامر والخطط الامريكية الرامية لضرب فاغنر في سوريا دون تردد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار