المحلية

من الاغنية المعتقة.. نحو جريمة السرطان!

من الاغنية المعتقة.. نحو جريمة السرطان!
عبير القيسي

وأنا أستمع الى … أحباب الروح راحو لبعيد وخلوني … الى يا شوك وديني الهم … رجعني يمهم ماريد الفراگ…! لأمير الحب واحبابه….

انهالت الذكريات عليَّ فتذكرتُ تلك الحبيبة الفراشة الغائبة عنا، في الحق والحقيقة أنا لم أنساها لأتذكرها أنما مرَّ من جانب أنفي عبق ارغفة الخبز التي كانت تصنعها لنا، وأغمضتُ عيني فشاهدتُها وهي تضحك معي، وتتخاصم معي .. قد رأيتها وهي عائدة من السوق بعبائتها المتعبة، ووجهها المملوح المتعب تحمل الفاكهة والخضروات الطازجة … نظرتُ اليها بغمضة عين وهي تئن من مرضها، وهي تناديني لأصنع لها مساج يخفف عنها وجع السرطان ، شاهدتها وهي جالسة بقربي تبكي شوقاً لأمها جدتي “جميلة”.

كنت اتمنى أن يتوقف الزمن عند اللحظات التي كان فيها لم شملنا من أسعد اسعد ما نكون عليه من احوال الدنيا، أن يكون بيتنا متعباً لكنه متزين بملامحنا البريئة الخالية من حزن يسكن كل من فينا، وأخوتي صغار أمي يبقون صغارها بلا تحويل لصغرهم الى غيمة كبيرة تحتل حياتهم ومسؤولياتهم الثقيلة أن تبقى على عاتق أمي وابي … تمنيت أن يركض الزمن معي فقط لأرحل عن ديار عائلتي مؤسسةً بيتي الخاص حيث تزورني فيه والدتي، ويسأل عني والدي باتصال سريع مفعم بالحنية، كان بالنسبة لي الاستقرار رغبة ملحة تدفعني ولأكثر من مرة أن افتح بيت في ضل توجيهاتها، وتحت رعايتها، كنت اريد أن اتعلم منها كيف املأ بيتي بالدفء مثلما تفعل هي في بيتها، لقد كنت أختُ لأمي وكانت الأخت والصديقة والحبيبة لذا كان قراري صارماً بالبعد عنها وتأسيس حياة أخرى في كنف حبها وسعادة روحها التي من المحتم ستكون من سعادتي … في لحظات عديدة سرقني السرحان الى الماضي وجعلني اتحدث مع أمي وكأنها الان معي قلت لها
ساتزوج.. ولكن كيف اتعامل مع رَجلي..؟
سأتزوج ولكن كيف اجعل بيتي مستقر مثل بيتكِ؟

وعندما رجعتُ الى وعيي اصابتني نوبة بكاء حادة ترغب بألحاح أن تبقى أمي بجانبي ..أن يبقى مرضها يئن لكن انفاسها تحميني، ونظراتها ترعاني .. تمنيتُ أن يؤجل المرض زيارته اليها فهي امرأة جميلة لا تستحق السرطان الذي أفجعنا بها وحرمها لقمة هانئة لوقت طويل .. أنها ذات نفس طيبة وعاشقة للأكل بشكل متميز، فكان من الجدير بالسرطان أن يتراجع عن قراره عندما شاهدها تلتهم الفاكهة واللحم بشكل شهي …. ولكني في حالة عجز تام عن لوم الظروف، ومعاتبة الحاضر، وليس بوسعي سوى الدعاء بظهر الغيب على مرض فتك بروح أمي وحرمها الحياة التي من المبكر جدا أن ترحل عنها ..

اللعنة على هذا المرض الذي قتل أعز ما يمتلك قلبي، قتل الله السرطان كما قتل أحبتي واحباب الكثيرين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار