مقالات

هل ينزلق التوتر الصيني الأميركي إلى حرب عظمى؟

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
12/10/2020
خلال الفترة الماضية لوحظ تركيز الإستراتيجية الصينية على المحاور التالية:
1. تقوية نشاطات البحوث والمعلومات في المجال التكنولوجي والعلوم.
2. التصرف الدبلوماسي الناعم حتى تصاعد النبرة الأميركية بعد انتشار فايروس كورونا.
3. التوسع في الانتاج الصناعي.
4. تقوية علاقاتها في منطقة الخليج كمصدر رئيسي للطاقة..
5. تطوير قدراتها الحربية.
في المقابل انشغل الأميركيون بمعادلات ومناوشات واستنزاف في الشرق الأوسط والخليج.. قبل أن يغيّروا حساباتهم، وفقا لما يبدو ومتداول، باعتبارهم الصين تهديدا وجوديا وليس روسيا، فمهما طورت روسيا قدراتها النووية والصاروخية والفضائية لا يمكن ان تشكل تهديدا وجوديا لأميركا بسبب محدودية قدراتها الإقتصادية وغيرها رغم التطور الذي تشهده، إلا اذا فُهِم التهديد على أساس التدمير الذي ينتج بسبب حرب نووية لن تحدث إلا نتيجة خطأ كارثي مستبعد.
في المقابل، ورغم خلافاتها ومشكلاتها مع دول قريبة في محيطها الجغرافي، لم تحصر الصين اهتماماتها هناك.
يمكن أن تكون السواحل الصينية موضع حساسية واحتكاك إلا أن السواحل الأميركية تبقى آمنة (استراتيجيا) خلاف التقديرات المبالغ فيها.
احتمالات الحرب:
من المستحيل حدوث حرب عسكرية شاملة أميركية صينية؛ لأنها ستتطور إلى حرب نووية مدمرة.
اذا ما استمرت حالة عدم التفاهم، قد يفكر البعض في تصور أن تتورط الدولتان بدعم حروب بين أطراف معينة بشكل خفي في مناطق اهتمامهما في العالم لغرض الإشغال والاستنزاف بينهما أو ما أصطلح عليه بحروب الإنابة مباشرة أو غير مباشرة أو دعم خصوم الخصوم.
الحرب الباردة تبدو واقعة تجاريا وصناعيا، إن لم يحصل تفاهم، وسرية بمحاولة تجريد أحدهما للآخر من علاقات دولية، وقد يحاول كل منهما تجريد خصمه من علاقات قوية مع دول تتمتع بثقل اقتصادي وعسكري.
التفاهم وتقاسم النفوذ بين الطرفين يبدو مستبعدا (حاليا) وخارج نطاق المعطيات والتوجهات (الحالية)، والتحالف الصيني الروسي يبدو مستبعدا؛ لأن الروس يطمحون بدور مستقل طالما لا يواجهون تهديدا.
ان تغيُّر الرؤية الاستراتيجية يؤدي إلى متغيرات في التخطيط وجوانب من الالتزامات وهو ما سيظهر على الأرض، تغيرت الادارة الأميركية أو لم تتغير.
العالم أمام صراع مصالح ونفوذ مختلف كليا عن سياقات وشكل ونمط الحروب العسكرية العظمى التي حدثت.
نتمنى أن تسود لغة التفاهم والسلام والإنصاف بين كل الدول مع مراعاة المصالح الإنسانية، لكن المشوار لايزال طويلا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار