مقالات

🏴 *حالة التوازن بين احياء الشعائر الدنية و وباء فايروس كورونا* 🏴

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
[ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ ] ان اللغويين متفقين على ان الشعائر والشعار والشعارة: هو كل ما له اعلام حسي .
فالشعائر عنوان عام يمكن انطباقه على كل ما يمكن ان يكون علامة ، او اعلام دين الله ، ولا تعني الدين نفسه ، وانطباق مفهوم الشعائر على مفهوم الحج هو من باب انطباق العام على افراده .
والحديث عن ذلك فيه تفاصيل فكرية معمقة و طويلة السرد ، ليس محلها الان .
محل الشاهد :
إنّ من أبرز مصاديق وأفراد وتطبيقات الشعائر الدينية هي ما يعبر عنها *بالشعائر والمراسم الحسينية* ، التي تقام في ذكرى استشهاد الإمام الحسين ( ع ) وأهل بيته وأصحابه في عاشوراء ، بعد أن ارتُكِبَتْ في حقهم أبشع جريمة عرفها تاريخ الإسلام ، لوجود ابن بنت رسول الله ( ص ) وسبطه وسيد شباب أهل الجنة ، والصفوة من أهل بيته ، وخُلّص أصحابه النجباء في الواقعة الدامية .
إنّ أهمية الحديث عن *الشعائر الحسينية* ـ من مجالس ومواكب ومراثٍ ومسيراتِ حزن وغيرها ـ ينطلق في واقعه وحقيقته مما ترمز إليه هذه الشعائر بوصفها علامة ، ألا وهو نهضة الإمام الحسين ( ع ) ، بكل ما تحمله من أهداف سامية وغايات نبيلة ، وما لها من أبعاد عديدة جعلت منها *قضية الإسلام الأولى* ، التي أعادت لهذا الدين رونقه وحيويته ، بعد أن كاد يفقدها بتسلّط يزيد وأذناب بني أمية لعنهم الله على مقاليد السلطة ، وتصرفهم بمقدرات أمة محمد ( ص) .
النتيجة : اليوم نمر بظروف صعبة جدا من الحالة الوباء المنتشر ، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد والعالم اجمع ، ومن هنا اقتضى الامر ان يكون *هناك توازن بين احياء الشعائر واهدافها و ما نعيشه من حالة المرض الخطير* .
وهذه حالة التوازن تمر تارة بالحكم الشرعي الفقهي وتارة بالحكم التخصصي فان كان للحكم التخصصي الطبي البشري ، الاثر الواقعي بوجود الضرر ، لزم نزول الحكم الفقهي الى ذلك الاثر مبين المنع ، لان حالة الاعلان عن الاهداف والقيم لا تتناسب مع وجود الضرر الذاتي و المجتمعي ، نعم ان كان هناك من ممكن ايجاد وسائل تتناسب طرديا بين الواقع الصحي و الهدف من اقامة الشعائر كان هناك عندئذ قبولا فقهيا .
ومن هنا نقول :
ان احياء الشعائر الدينية ، يجب ان يشمل بالحرص على بالحفاظ على نفس والمجتمع ، واتخاذ جميع طرق الوقاية لذلك ، وان الشعائر والاعلان عنها في ضوء البلاء الفيروسي ، له طرق عديدة ممكن ان تكون بديلة عن الحركة الحسينية السلوكية ، لحين تحسن الظروف بأذن الله تعالى .
نسال الله بحق الامام الحسين ( ع ) ، نصر الاسلام والمسلمين وانهاء هذا البلاء عن العباد اجمع .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار