مقالات

مطلوب مندوبات مربربات

بقلم الإعلامي محمد شفيق
يبدو ان عمل التجارة يأبى النجاح والربح من دون شراكة المندوبات , ويبدو ان عملية التوزيع في “الكاش فان” لم تتم بعد الآن في حال عدم جلوس مندوبات مربربات في مقدمة العجلة, ومن الواضح ان عملية الاستيراد والتصدير توقفت عجلتها ولا تسير بعد الآن إلا بنشر #اعلان ( مطلوب مندوبات مربربات) للعمل في عددٍ من المصانع والشركات والمؤسسات , وفق الشروط الآتية:
1-ان تكون حسنة المظهر ولا يشترط الأخلاق!
2-لبقة اللسان ومنفوخة الشفاه!
3- يفضل من لديها مؤخرة كبيرة والخبرة غير مطلوبة!
4-يحدد الراتب بعد المقابلة , وذلك للتأكد من توفر جميع الشروط اعلاه؟

بالله عليكم, هل تذكرون مقالتي السابقة التي تحدثتُ فيها عن قرب انقراض الشباب في العراق , هل عرفتم الآن لماذا هم قريبون من الانقراض, الجواب واضح, لآنهم غير مرغوبٍ بهم للعمل داخل البلاد, لآن جميع الوظائف لا تناسبهم, لان الجنس اللطيف قلب الطاولة بوجههم, وكان لابُد من الهجرة للبحث عن ملاذٍ آمن , والبحث عن وطنٍ بديل يحترم حقوق الشباب, ويساوي بين الجنسين.

من خلال متابعتي المستمرة لصفحات نشر الوظائف على مواقع التواصل وجدت ان غالبية الاعمال الشاغرة التي تخص الشباب لم ترتقِ للمستوى المطلوب وتراوحت بين ( ويتر – خلفة اراكيل- عامل تنظيف-عامل غسل سيارات-حارس-عامل تحميل- سائق- خلفة كص-كابتن صالة-مشغل مولدة), عكس ذلك تجد فرص على أعلى المستوى يتم تخصيصها للفتيات مثل ( مديرة تسويق- مودل- مروجة داخل مول- سكرتيرة- موظفة علاقات عامة- ادارية- موظفة في شركة سياحية- موظفات داخل فندق- مصرف بحاجة لموظفات)…. وقائمة الطلبات تطول للنساء , وتنكمش اما الرجال.

فهل يا ترى سيأتي يوماً وتنقلبُ فيه السفينة على الملاح, ويكون عقل الرجل قفلاً , والمرأة هي المفتاح , وتجري الرياح عكس شهوة عبد الفتاح , الذي أقلع عن التدخين واتجه لتربية ياسين الحزين الذي ينتظر عودة امه ملازم حنين من واجبها عقب مطاردتها لبعض الشباب العاطلين الذين يتخذون من حديقة الآمة ساحة للاسترزاق غير الشرعي , والطفل أحمد الذي ينتظر عودة الضابط تبارك بعد تأمينها ثانوية الشباب وإبعادها الأذى عن الطلبة الذين يعانون من تحرش المندوبات سرعتهن الجنونية في سياقة العجلات, هل باتت الحياة تسير عكس اشارة الاتجاهات, ولماذا تغيرت قواعد العمل في العراق بعد عام 2003.

كل الطرق تؤدي الى اجابة واحدة وهي الانحلال الاخلاقي لدى التجار واصحاب المحال والمصانع والشركات والمختبرات, والمشاريع المتوسطة, واصحاب “البيجات” ومواقع التواصل الاجتماعي الممولة من اشباح الكيبورد, من الذين حولوا مواقع التواصل الى أفخاخ لاصطياد الشابات اليافعات الجائعات المحتاجات, المتضررات المتعففات, القابعات تحت سلطة الفقر والعوز, الباحثات عن حياة عملية جديدة تحفظ لهن كرامتهن بعيداً عن الاستجداء وبيع الجسد مقابل المال الغذاء والدواء, وتجنباً للاستغلال والتحرش والاستعباد .

باختصار العراق يخضع لنظام اقطاعي كبير اقطابه فاسدين, علماءه معممين دجالين , قضاته لصوص, حراسه خريجو سجون, تجاره زناة مارقون يدفعون ثمن انتهاك اعراضهم عن طريق نشر #اعلان_ مطلوب مندوبات مربربات.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار