مقالات

بعد ثلاث سنوات من القلق: شبكة الاعلام تستحق رئيسا دائميا

بعد ثلاث سنوات من القلق: شبكة الاعلام تستحق رئيسا دائميا

((وان – بغداد))
محمد عبد الجبار الشبوط::
انهى مجلس الامناء في شبكة الاعلام التكليف المؤقت للسيد مجاهد ابو الهيل برئاسة الشبكة، ليكون الرئيس الثالث الذي يغادر المنصب منذ تركي لرئاسة الشبكة في منتصف عام ٢٠١٦.
اقصد بالرئيس الدائمي: الشخص الذي يتولى المنصب بموجب الاجراءات والشروط والصلاحيات المنصوص عليها في القانون رقم ٢٦ لسنة ٢٠١٥ النافذ والمعدل، و لمدة اربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.
منذ خروجي من الشبكة تولى رئاسة الشبكة وكالة ثلاثة اشخاص بطريقة الوكالة خلافا لنصوص القانون. الاول، القانوني فيصل، بتعيين مباشر من رئيس الوزراء حيدر العبادي، والثاني (على الشلاه) والثالث (مجاهد ابو الهيل) بتكليف مؤقت من قبل مجلس الامناء. وفي الحالات الثلاث لم يكن الاجراء اصوليا، بل مخالفا للقانون. وفي المرة الوحيدة التي تم فيها اختيار رئيس للشبكة بموجب القانون، عطل العبادي ذلك.
وهنا لابد ان اقول شيئا عن مسؤولية العبادي حالة القلق التي انتابت منصب رئاسة الشبكة.
حين قدمت استقالتي وطلب احالتي على التقاعد بعد ان امضيت حوالي خمس سنوات في المنصب، كان على العبادي ان يقبل الطلب، ويطلب مني البقاء في المنصب لحين انتخاب رئيس جديد من قبل مجلس الامناء حسب القانون. لكن العبادي ارتكب خطأين في ان معا. الخطأ الاول قبوله الفوري لطلب احالتي على التقاعد، والخطأ الثاني قيامه بتكليف الاخ فيصل بمهام رئيس الشبكة، وهذا اجراء لم يمنحه القانون صلاحية القيام به. ثم تمادى بالخطأ حين رفض عملية انتخاب رئيس دائمي للشبكة بموجب القانون، وسكت على استمرار تكليف السيد مجاهد برئاسة الشبكة مؤقتا.
حالة القلق في رئاسة الشبكة ليست في صالح العملية الاعلامية التي تؤديها الشبكة. لست في معرض تقييم اداء الشبكة، فهذا امر قابل للجدل والنقاش واختلاف الاراء،
ولا في معرض تقييم اداء الرؤساء الثلاثة المؤقتين الذين تعاقبوا على المنصب بعدي، فلكل منهم حسناته ومنجزاته، التي لابد ان يذكرها لهم الناس ولا يصح ان نتنكر لها، كما لا يصح ان نحملهم ما ليسوا مسؤولين عنه، لكن كلامي ينصب على عدم استقرار منصب الرئاسة واستمرارها لمدة اربع سنوات مضمونة. لايمكن لرئيس اية مؤسسة او شركة ان يعمل وهو لا يدري متى وكيف تنتهي مدة ولايته. لا يمكن هنا استعارة القول: اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا! الصحيح ان يكون العمل وفق قاعدة: اعمل بموجب خطة لاربع سنوات، وابدل غاية جهدك لتنفيذ الخطة خلال هذه الفترة المحددة. اما اللجوء الى التكليف المؤقت فهو يحول دون العمل على اساس خطة مدروسة. وهذا ما جرت عليه العادة منذ تاسيس الشبكة حتى الان.
بعد ثلاث سنوات من التقلب والقلق والتغيير المستمر، اضحت الشبكة بامس الحاجة الان، وليس لاحقا، الى انتخاب رئيس دائمي (لاربع سنوات) لكي يكون بالامكان انتشال الشبكة من الفوضى واعادة الاستقرار اليها، وتنفيذا للمادة ٥٨ من قانون موازنة الدولة لعام ٢٠١٩ التي تقول: “تلزم الحكومة بانهاء ادارة مؤسسات الدولة بالوكالة في موعد اقصاه 2019/6/30 ويعد اي اجراء بعد هذا التاريخ يقوم به المعين بالوكالة باطلا ولايترتب عليه اي اثر قانوني ، علما ان تقوم الدائرة المعنية بايقاف جميع المخصصات المالية والصلاحيات الادارية في حال استمراره بعد التاريخ المذكور”.
وتوجد الان كل اوليات انتخاب الرئيس الدائم، من خلال اعادة تفعيل العملية الانتخابية التي استكملت كل خطواتها قبل اشهر واجهضها رئيس الوزراء السابق.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار