مقالات

هل ينجح السعوديون في نقل الصراع إلى داخل إيران؟ أم تدفع تحركاتهم إيران إلى تحرك مضاد؟ وماذا عن العراق؟

هل ينجح السعوديون في نقل الصراع إلى داخل إيران؟ أم تدفع تحركاتهم إيران إلى تحرك مضاد؟ وماذا عن العراق؟

((وان – بغداد))
25/2/2019
ابتداء، يبقى العراق مفتاح التغيير والتأثير الإقليمي ومن دونه يبقى الحسم وهما مهما نسجت الأحلام من الأوهام.
تهديد ولي العهد السعودي المغلف بنقل الصراع إلى داخل إيران العام الماضي أتُخِذَ دليلا إيرانيا لاتهام السعودية بما يحدث من خروقات مهمة على شاكلة ماحدث في زاهدان بتفجير حافلة الحرس والأهواز خلال العرض العسكري.
السعودية تروج بين الحين والآخر إلى أن القاعدة وحتى داعش صنيعتان إيرانيتان فلماذا لم نر لهما نشاطات في السعودية.. إذا كان ما تروج له صحيحا؟ وإذا ما قيل إن القصد تغلغل إيران وتأثيرها في هذا المجال فإن السعودية تتهم بنيتها المجتمعية بالتخلخل.
واضح أن توجها سعوديا بخلخلة الوضع الأمني الإيراني يعتمد على فلسفةٍ جربها صدام منذ بداية السبعينات وفشلت فشلا شنيعا في الاتجاهات الإيرانية الأربعة، وقد تمكن الإيرانيون من إعادة بسط السيطرة على بلادهم بعد نشاطات التمرد في المناطق الكردية والعربية والبلوشية في الأسابيع الأولى التي اعقبت سقوط الشاه على الرغم من أن الجيش كان مفككا وقوات الحرس الثوري كانت في مرحلة التكوين الأولي غير المنظم وأجهزة الأمن والاستخبارات مفككة، والحقيقة أن عزم النظام حاليا لم يتراجع عما كان عليه آنذاك.
في سوريا تزداد استراتيجية التحالف مع إيران قوة، وفي اليمن يزداد الحوثيون تماسكا وقدرة وزمن تقدم خصومهم انتهى ولم يبق لهم زخم تعرضي، وفي لبنان إزداد حزب الله قوة وانتباها وتماسكا وتسليحا، وهي ساحات مهمة للصراع بين الطرفين.
أما العراق فبات خطا أحمر وعصبا حساسا يحرص السعوديون (ورفاقهم) من الخليجين المس به حتى سياسيا، أما استخباراتيا وعسكريا وأمنيا فبات تحركهم أقرب إلى المستحيل أمام تصاعد قوة العراق وحساسية أصدقائه (ورفاقه)..
نذهب إلى شمال غرب إيران، فلم نعد نسمع نشاطات كردية مسلحة مهمة بعد توجيه اتهامات إيرانية لدور الوجود السعودي في أربيل، فقد احتوى الإيرانيون ذلك بوضوح.
الانزلاق الباكستاني لمصلحة السعودية مستبعد.
حتى الآن، نصل إلى أن الرد الإيراني محسوب ضمن استراتيجية مدروسة، والتدهور على غرار ما حصل في زمن القاعدة وداعش في سوريا والعراق لن يحدث.
وهل تعكس صورة الصراع سيطرة أمنية سعودية مطلقة على أراضيها؟
الجواب كلا، والأرجح أن الإيرانيين لا يريدون التصعيد المقابل في وقت (قد) لا يرونه ضروريا، وهذه حالة من حالات التفكير الإيراني المتسم بضبط الأعصاب دون الإخلال بالموقف الاستراتيجي.
الاستهانة برد الفعل الإيراني خطأ كبير جربه في العراق من كان أكثر قوة من السعوديين.
إنها فرصة تاريخية لبناء عراق قوي وتصميم استراتيجية أمن واستخبارات (وردع) أقوى من كل الأسوار الحجرية والخرسانية، ولن تثير قلق العراقيين خروقات عبثية مبعثرة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار