مقالات

ولد الخايبات يقتلون.. وولد الفايخات يحكمون

بقلم هادي جلو مرعي:
ينطبق هذا التوصيف على حوادث تاريخية يمكن ان تساعد في فهم طبيعة الصراع البشري، والتحولات الكبرى في حياة الأمم، فالمعارضة لاتختلف عن السلطة كثيرا لجهة إن من في السلطة يتشبثون بالحكم، ويسوقون المبررات لبقائهم، وشرعنة ذلك البقاء أطول مدة ممكنة، مع شيطنة الخصوم، بينما يكافح المعارضون للوصول الى السلطة، حتى إذا وصلوا تقمصوا أخلاق وسلوك من سبقوهم، فلايعودون ليختلفوا عنهم لأن مادفع السابقين للتشبث بالسلطة هو النفوذ والمال والجاه والهيمنة والسيطرة على المجتمع، والتحكم بالقرار ومعايش الناس، فيجدون إنهم فوق كل شيء، ولايمنعهم من فعل مايريدون شيء.
حين يستولي اللاحقون على السلطة، وقد كانوا بلاسلطة، ويطبع حياتهم التشرد والدونية والجوع والحرمان، ويلاحقهم رجال الأمن من مكان الى آخر، فإنهم يسلكون طريق من سبق، فيجلسون على كراسيهم، ويزينون مكاتبهم، وينفقون الملايين على تأثيثها، ويحيط بهم المتملقون، والباحثون عن الوظائف والأموال، ولايعودون يرغبون في العيش بثياب المعارضة لأن السلطة هي نوع من العيش في الجنة حتى لو كان عيشا مؤقتا مادام أمل البقاء يطبع نفوس المتشبثين بها.
يقتل أولاد الخايبات، فهم أبطال الساحات الظاهريون، وهم جنود الميادين المتقدمون، وهم المجاهدون، وهم الذين يحمون سطوة الطغاة المتلفعين بالسياسة والدين والقداسة، وهم مشاريع إستشهاد دائمة، وليسوا مشاريع حياة دائمة، لهم الحق في القتال والتظاهر والموت، ولهم الحق في ترميل زوجاتهم، وثكل أمهاتهم ولكن ليس لهم الحق في منافسة المستفيدين من ثوراتهم وتضحياتهم والمحظوظين الذين يجنون ثمار مافعله هولاء الخائبون.
يأتي ولد الفايخات، وأبناء اللصوص والساسة حتى لو كانوا حمقى وأغبياء وزبالة ليتسيدوا المشهد، فيخدمهم ولد الخايبات، ويتقربون الله بطاعتهم، والسهر على سلامتهم، ولذلك تعود العراقيون على إطلاق عبارة ( الله ربك) في وصف من يحصل على كل شيء، بينما يسحل أولاد الخايبات، ويسجنون ويبحثون عن الهجرة. ياترى أين قبور ولد الخايبات، في اي رملة يتوسدون بؤس ذويهم، ويرقدون رقدتهم الأبدية؟ بينما يلوذ ولد الفايخات بالملاهي والقاعات والفنادق والمولات ويلعبون مع جميلات البلدان التي يتسكعون فيها بأموال ولد الخايبات الذين طواهم الثرى..
لاعزاء لولد الخايبات، وهنيئا لولد الفايخات.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار