مقالات

كتيبة ال91.. المقاومة والصمود

بقلم/ احمد الاسدي
مقاتل في صفوف الكتيبة 91

قبل هزيمة العاشر من حزيران عام 2014 كانت داعش اخذت طريقها الى معظم المناطق العراقية في الموصل والانبار وصلاح الدين قبل الانهيار الشامل وسقوط المدن بالكامل .. كان كل شيء مهيئا في اطار مشروع المؤامرة لاستكمال زحف المجموعات الارهابية الى بغداد اذ كان الهدف الاستراتيجي اسقاط النظام الوطني وتحويل بغداد عاصمة لخلافة هذه المنظمة الإرهابية وتصفية الحساب (التاريخي) مع الشعب العراقي بعربه واكراده مسلميه ومسيحييه شيعته وسنته!.
شعرنا ونحن في كتيبة ال 91 مجاهدا اننا نقاتل بالنيابة عن التاريخ وعن العرب والكرد المسيحيين والمسلمين الشيعة والسنة وسائر القوميات والطوائف والاديان ونقاتل عن الحدود والسيادة ووحدة الاوطان والانسان وكنا نتحرك على طرفي المعادلة الجهادية التي تفرض فكرة ابراء الذمة الشرعية لقتال العدو ونيل شرف الشهادة على تراب العراق اذا لم نستطع مغالبة شروط المعركة وهزيمته.
في كتيبة 91 كان السقف مشروعا للمقاومة وحراكا جهاديا لاينتهي في مواجهة منظمة ارهابية تحمل في داخلها 14 قرنا من التكفير والتطرف والمذابح والمقابر الجماعية والتخوين والتضليل وامتهان كرامة الانسان لهذا كنا ندرك حجم المسؤولية الجهادية ونعلم ان الطريق طويل وان التاريخ لا يرحم المتخاذلين ومن يتردد في مواجهة استحقاق استرداد الكرامة والدفاع عن العرض والشرف وتحقيق الاهداف العليا التي من اجلها تشكلت تلك الكتيبة واخذت على عاتقها شرف الدفاع عن الحدود ووحدة الاوطان وسيادة الانسان على ترابه الوطني.
اخيرا تحركت الكتيبة المجاهدة بأبطالها ال٩١ مجاهداً وهي تحمل في صدور ابنائها ارادة لا تلين ومشروعا رساليا بحجم ثورة الامام الحسين وكان حقا ان يقترب توصيف الفئة القليلة المجاهدة في مواجهة الفئات الارهابية الداعشية الكثيرة وهي تقاتل ذات التجربة السفيانية وتستعيد وهج الاية الكريمة في حركتها وشجاعة ابنائها وبسالة شبابها من ايقاع تجربة الرسالة بتاكيد القران “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله”..
كنا تحركنا من بغداد الى مطار بلد ومواجهة العدو في سبايكر وكاننا نظهر من مشهد التاريخ الاول ومن بوابات التجربة الاسلامية العريقة دفاعا عن شرف الرسالة الاولى.
ان كتيبة 91 هي التي شكلت تاليا كتائب جند الامام والجند في ثقافتنا السياسية والايمانية والعقائدية الوريث الحقيقي لمسيرة الثورة والمقاومة في مواجهة الاستبداد والطاغوت والجبروت واستبداد الملوك وجمهوريات القمع وهو خط ممدود من “مجاهدي الثورة الاسلامية” وصولا الى تلك الكتيبة التي هبطت في مطار بلد بهدف تنفيذ مهمة عسكرية عاجلة عبر ايقاف زحف المؤامرة الكبرى على العراق بايقاف زحف المنظمة الداعشية في تراب سبايكر..
كانت مهمتنا تنبيه الامة والحكومة والتجربة السياسية ضرورة الاعتماد على ظاهرة المتطوعين لتعزيز وحدة السيادة على الارض والانسان وتذكير القوى السياسية ان الخطر القادم لايمكن مغالبته الا بالمقاومة المسلحة وروح الثورة وليس بالخطب السياسية والتصريحات والكلمات .
كنا جند الامام الغائب الحاضر ووريثه المرجع السيستاني قبل صدور الفتوى وكتائبه المجاهدة قبل اعلانه الوطني الكبير الذي وضع فيه الامة العراقية امام مسؤولياتها الوطنية والشرعية والاخلاقية والسياسية دفاعا عن العراق ووحدة اراضيه وانسانه ومستقبله لان تلك المنظمة الإرهابية انما زحفت على العراق واختارت مركزه بغداد عبر اجتياح مناطقه الغربية الا لتمكين الارهاب التكفيري الذي يحمل لعنة القرون الاموية والعباسية ونهج المماليك في مواجهة التنوع الاجتماعي والانساني والديني والقومي الذي يزخر به المجتمع العراقي.. في مقابل ذلك كنا نحمل في قلوبنا ارادة المجاهدين ووهج التنوع وحضارة وادي الرافدين وقيم التعايش السلمي بين ابناء المجتمع العراقي وكنا على يقين اننا سننتصر في هذه المعركة.. مثلما كنا نتحسس نبض الاية الكريمة “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” رغم اننا كنا نحمل بنادق صدئة لاتملك قدرة المقاومة والمواجهة امام جيش ارهابي مدجج باحدث انواع الاسلحة التي انفتحت خزائنها في معسكرات الجيش حيث ترك معداته واسلحته الخفيفة والثقيلة ودباباته ومدرعاته!.
كانت عملية استشهادية دفاعا عن العراق وكل الخير والأصالة التي وضعت فيه.
قاتلنا بشراسة وبطولة واكدنا بهذا القتال والصمود ان على هذه الارض ما يستحق الحياة وان الامة التي تمتلك مثل هؤلاء الرجال لن تهزم امام هؤلاء الاقزام وان سبايكر التي استبسلنا ساعة الشدة دفاعا عنها وعن ما تمثله من موقع ستراتيجي امنيا وعسكريا دخلت قاموس الكفاح العسكري والثوري والمقاومة الشعبية عند العراقيين بشجاعة هذه الكتيبة وفرسانها وما قدموه من دروس الصمود والصبر والبطولة .
كتيبة ال 91 هي اول البدايات التي شكلت ظاهرة الحشود الشعبية وهوية المقاومة وبعدها توهجت في سَماء سبايكر ومناطق المقاومة كتائب المجاهدين وفتوى امام الامة
يستاني العظيم وظهور نخبة من الرجال المجاهدين امثال جاسم شبر والفهداوي وابو منتظر المحمداوي وحجي مهدي الكناني وابو سيف الغراوي واخوتهم قاتلت بشراسة وقوة قوى الارهاب والشر والعدوان.. لقد كنا في كتيبة ال91 الجسر البشري المسؤول عن تهيئة الظروف الموضوعية لقيام حشد الامة والامام وظهور اقوى رسالة كتبها مرجع في حياة امة عندما افتى السيستاني الكبير بالجهاد الكفائي دفاعا عن العراق وشعبه ..
نحن كتائب جند الأمام سنكون جندا للبناء كما كنّا جندا للمقاومة والتحرير وسيبقى العراق أمانة في اعناق المخلصين من ابناءه
الرحمة للشهداء
والشفاء للجرحى
والنصر للمقاتلين الأبطال
وعاش العراق عزيزا منتصرا بكم
احمد الاسدي
٢٠١٩/٦/١٢

ملاحظة.. كتيبة ال٩١: هي أولى كتائب جند الامام التي نزلت الى سبايكر يوم ٢٠١٤/٦/١٢ قبل الغروب متكونة من ٩١ مجاهدا ًلتحمي ماتبقى في القاعدة وتحولها الى قاعدة للنصر والتحرير

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار