مقالات

رجل السياسة الأول

رجل السياسة الأول
/حسن حنظل النصار.
يلفت أنتباه المارة والذين يستقلون سياراتهم في الشوارع القريبة من المنطقة الخضراء ومبنى الإذاعة والتلفزيون في العاصمة بغداد منظر اعلام الدول العربية وهي ترفرف وتغازل نسائم الربيع المبكر الذي قرر هو الٱخر عقد قمة للبهجة والسعادة التي ينتظرها العراقيون ويأملون بإستمرارها بعد سنوات العناء والتحديات الصعبة التي دفعوا بسببها ثمنا باهظا وتضخيات جسيمة لم يتحملها شعب من الشعوب إلا وقد إنهار وإنتهى إلا هذا الشعب المكافح الصبور والمتحدي الذي صنع بطولات وصورا من الايثار والعنفوان الى ان وصلنا الى مرحلة استعادة ثقة المجتمع الدولي والمجموعة العربية بالذات حيث تكلل ذلك بعقد قمة رؤساء البرلمانات العربية في العاصمة الخالدة بغداد برئاسة رئيس اتحاد البرلمانات العربية رئيس مجلس النواب العراقي الاستاذ محمد الحلبوسي الذي تكللت جهوده بتشكيل وفد عربي رسمي توجه الى العاصمة السورية دمشق معبرا عن التضامن والمساندة في مواجهة ظروف المحنة الكبرى التي نتجت عن الزلزال المدمر وماسبقه من أحداث الحرب والفتنة التي سوق لها الظلاميون وارادوا منها تدمير سوريا.
‏مامن شك ان الرئيس محمد الحلبوسي الذي نجح في التمهيد لبناء منظومة سياسية متكافئة وجعل من الانبار المحافظة مثلا لدولة في التطوير والاعمار والنهوض في قطاعات مختلفة واخرج تلك المحافظة من دائرة الفوضى والتشرذم التي اراد سياسيو الصدفة ان يطمروا بها معالم مدينة ومدن واقضية ونواح مترامية بسبب تهورهم واطماعهم وطموحاتهم الفارغة فكان بحق عنوانا لوحدة الطيف السياسي في المحافظة ثم لكل المحافظات ومثالا يقتدي به سياسيون وفاعلون كبار ليقدموا شيئا مختلفا لبلدهم وكان بالفعل كما يستحق السياسي الاول ورجل السياسة الأول الذي وظف قدراته الذاتية وذكائه الخلاق للخروج بمعادلة جديدة لاتتعلق بالمكون ولابالمدينة بل بالشعب العراقي كله باطيافه المختلفة من خلال توحيد الخطاب الوطني وتحويل البرلمان العراقي الى منصة شعبية تلبي طموح عامة الناس الذين يرغبون برؤية ممثلي الشعب كما ينبغي ان يكونوا فكان الحلبوسي موحدا لكل نلك الاطياف السياسية والعقائدية واخرج البرلمان من دائرة المحاصصة الحزبية والطائفية الى دائرة الوطنية الحقيقية التي تأخذ بالحسبان ٱمال وطموحات الناس وتطلعاتهم بحياة رغيدة هانئة.
‏تحالفات الحلبوسي لم تكن طائفية فقد ابتعد عن اصحاب المصالح الضيقة وهم كثر وتربطهم به روابط المكون وتطلع الى الفضاء الوطني فجمع السنة والشيعة والكرد وبقية المكونات في حالة وطنية متجددة لم يعد ممكنا معها الخوض في التفاصيل الفرعية والرغبات والميول الطائفية وجعل العراق أولا في المعادلة كما هو في محيطه العربي والاقليمي حيث قاد الحلبوسي دبلوماسية هادئة لتقريب وجهات النظر وفك الأختناق السياسي الحاصل في المنطقة واستقطب رؤساء وزعماء عربا واقليميين ودوليين وكان له الدور الريادي في ذلك بالتعاون مع القوى الوطنية الراغبة في الانعتاق من التبعية والولاءات الضيقة التي تخدم مصالح اصحابها فقط…..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار