كتب الصحافي هادي جلو مرعي مقال بعنوان”كلنا أولاد تسعة”

((وان – بغداد))
ولانختلف عن بعض إلا في الأشياء التي لاتدفعنا عن الحقيقة الواحدة التي تجمعنا. وأغلب الحملات المناهضة للعنصرية تعتمد شعار الرقم تسعة الدال على مدة الحمل التي يقضيها الجنين في بطن أمه قبل أن يخرج الى الدنيا الفانية.
في مطار بغداد ضبط أمن المطار تسعة ناشئين يلعبون للمنتخب الوطني بكرة القدم زوروا جوازات سفر. ولاأعرف في الواقع ماإذا كان التزوير في أعمار اللاعبين، أم في جوازاتهم؟ فالأعمار هي السبب في الحالين.
منذ سنوات طويلة والعراقيون المسؤولون عن كرة القدم يقعون في هفوات مريعة تتعلق بأعمار اللاعبين حتى صار معروفا إن فرق الناشئين والشباب تضم لاعبين يتم التلاعب بأعمارهم لتتطابق مع لوائح الإتحاد الدولي. وفي عام 1989 وبعد ختام كأس العالم للشباب في السعودية واجه العراق عقوبة الحرمان إثر ثبوت التزوير في أعمار لاعبين منهم اليوم مدربون كبار ومحللون ومسؤولون، وهذا مايدفع الى المزيد من الإحباط والشكوى من عدم وجود من يشعر بالمسؤولية، ويفكر في تحقيق نتائج آنية، ويتجاهل المستقبل الذي هو المقصد الأهم عند مختلف دول العالم، وهذا مايفسر ضعف أداء منتخبات أوربا للصغار في مواجهة فرق من منطقتنا، ولكن يتغير الحال عندما نصل الى مرحلة الإحتراف، حيث ينهار لاعبونا ويعتزلون مبكرا، بينما يبقى نجوم أوربا في الميدان.
في بطولة ألعاب أثينا 2004 كان كريستيانو رونالدو عاجزا عن مواجهة لاعبينا الاولمبيين الذين إعتزلوا بعد بطولة آسيا 2007 بينما يرتفع سعر رونالدو الذي تحول من مانشستر الى الريال واخيرا حط في اليوفي بمبلغ 112 مليون دولار الأمر الذي يثبت أن هناك من يفكر في اللحظة الراهنة وهناك من يفكر في المستقبل، ويعمل على بناء أسس صحيحة ليتفوق على منافسيه في البطولات اللاحقة.
في العراق تحقق كرة القدم حضورا جماهيريا لافتا لكننا لسنا بحاجة الى المزيد من الفساد الذي أنهك الدولة وأضعف حضورها. فالرياضة تلحق بمجالات أخرى عديدة ضربها الفساد، وقوض جهود تطويرها. كرة القدم تلحق بقطاع الصحة والتعليم والتربية والكهرباء والماء والطرق ووو مجالات، وقطاعات حيوية صارت نهبا للفاسدين ولعصابات السرقة المنظمة، والجماعات التي تسيطر على قطاعات مختلفة يصعب معه لجمها ومنعها من فعل ماتريد للأسف، وكأن الفاسد في قطاع يقول لفاسد في قطاع آخر.. كلنا أولاد تسعة.