مقالات

قراءة في تحالفات الإنتخابات المبكرة القادمة..!

سرى العبيدي||

‘ستكمالا لمقالنا أمس عن الإنتخابات ،والذي حمل عنوان ( نحو إنتخابات مبكرة على أسس سليمة)، تلك التي لم يعد يفصلنا عن الأنتخابات القادمة سوى بضعة أشهر، سنمضي نصفها في الإستعدادات المعلنة، وهي حمى تعبوية ستصيب كل الكتل السياسية، صغيرها وكبيرها، وسنمضي النصف الآخر بصداع بناء تحالفات سياسية، تخوض الكتل السياسية الأنتخابات على وقعها..!
هذه المرة سيرافق صداع بناء تحالفات سياسية نوع من الدوار، بسبب أن التحالفات لن تكون مكتملة، ولن تبنى قبل الأنتخابات، بل بعدها، بمعنى أنها سوف تكون غير قطعية إبتداءا، ولن تتعدى “أفكار” تحالف، وليس تحالفات مكتملة النمو!.. لأن النظام المتبع في منح المقاعد وحساب الأصوات وتوزيعها، سيعتمد طريقة سانت ليغو المعدلة، وهي طريقة لن تبقي كتلة سياسية كبيرة، بل سيخوض الجميع الأنتخابات بقوائم صغيرة، حتى الكتل الكبيرة ستنقسم على نفسها، كي يضمنوا الحصول على مقاعد أكثر، لأن نظام ليغو المعدل مصمم كي يخدم القوائم الصغيرة ويفتت الكبيرة منها..
أي أن صورة التحالفات سيتم تظهير نيكاتيفها بعد الأنتخابت وليس قبلها، ومثلما تتذكرون فإن هذا الأمر حصل في إنتخابات مجالس المحافظات..
ما الذي سيحصل بعد الأنتخابات؟!
أولا ستقوم الكتل الكبيرة بعملية الحصاد وجني الثمار التي بعثرتها رياح ما قبل الأنتخابات، وستقوم بإعادة بناء نفسها، ولا تعتقدون أن هذا أمر يتم بداهة، فستحدث مفاجئات، وسنشهد ظواهر ترحال سياسي، وسنشهد “خيانات”!
وثانيا، وبعد لأي ستقوم الكتل بالبحث عن تحالفات تضمن لها مواطيء قدم في تشكيل الحكومة، وستنتج حكومة شيلني واشيلك!.وسيكون النظام السياسي مبنيا على قاعدة، هات وخذ، وسيحكمه عامل اللاثقة، وسيسود المشهد السياسي إرتباك عام، مصاحب بتوجس وريبة دائمين..
في الإنتخابات السابقة كان يكفينا نظام بسيط جدا قائم على من يحصل على أصوات أكثر يجد له مقعدا، ولكن ألاعيب الكوتا، والمحاصصة ، ورغبات تشتيت أصوات المكونات، وهيمنة اللاعب الأجنبي وتحكمه وتدخله عبر بوابة الخبرة الدولية ، سينتجان دائما نظاما سياسيا مرتكبا مهتزا قابلا للطي والوضع بالجيب..!

ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار