مقالات

عندما يقترن الانجاز بالنصر على الظلم والظلام معا .

بقلم / فراس الحمداني

لم أكن أعلم ان زيارتي لمديرية توزيع كهرباء كركوك ولقائي بمدير اعلامها الدكتور قيس الرضواني المهني بكل المقاييس قد تسفر عن أن يقع بين يدي كهدية كتيب مميز يحمل عنوان ( رجال مكافحة الظلام ) والذي مجرد تميز عنوانه الراقي واخراجه الفني الجميل يكفي لفتح شهية اي مثقف للأطلاع عليه وقرائته ..

وبعد الاطلاع تجلت لي رؤية اخرى عن التميز تمثلت بالمضمون القيم الذي يأخذ المتلقي الى سحر الذكريات الممتزجة بفرح النصر وألم التضحيات ..
كيف لا وهو الكتيب الذي يتحدث عن مرحلة النصر العظيم والمؤزر على الظلم الداعشي مقترنا” بالنصر على الظلام الداجي .. ويالهما من نصرين مهمين في سطرهما هذا الكتيب بأحرف من نور في تاريخ العراق وارشفة انجازاته بما يليق به وبشعبه الصابر المجاهد ..

فصار لازما” على قلمي أن يسطر فلسفة هذا الكتيب وما فيه من ايديلوجيا تهدف لأن لا يغادر التاريخ ذكر ملحمة مهمة من ملاحم رجاله الابطال .. والحكاية بدأت حين قررت وزارة الكهرباء ان تضع ثقتها بنخبة من ابطالها ( الشركة العامة لتوزيع كهرباء الشمال / الموقع البديل ) ولسان حالها يردد الاية القرانية الكريمة من قوله تعالى ( انهم فتية آمنوا بربهم فزدانهم هدى ) ..

حيث كانت الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل هي أساس الانطلاقة الخلاقة من الموقع البديل في اربيل لادارة ملف الكهرباء في المناطق المغتصبة بالمحافظات ( نينوى كركوك صلاح الدين ) من قبل تنظيم داعش الارهابي ابان انطلاقة معركة التحرير وتحديدا عام ٢٠١٦ ..

كانت كتيبة من الابطال لا تتجاوز الخمسين موظفا” اثرت على نفسها ان تكافح الظلام بمسيرة اقترنت خطاها بخطى ابطال التحرير من القوات الامنية البطلة بكل صنوفها وصار كتف موظف الكهرباء يزاحم كتف الجندي العراقي على الساتر .. الأخير يقاتل الارهاب وظلمه والاول يكافح الظلام ودجاه ..

وفي كل مرحلة من مراحل التحرير وكل منطقة يتم تحريرها كان النور ينتصر على الظلام بجهود استثنائية من منتسبي الشركة العامة لتوزيع كهرباء الشمال الذين عملوا بكل جد واخلاص ..

ولأن الوحدة بآمرها فلا يمكن ان ننسى الدور الكبير والجهد الاثير والاستراتيجية الادارية النيرة للدكتور المهندس زيدان خلف خضر المدير العام لشركة توزيع كهرباء الشمال والذي ادار كل هذا الحجم من الانجاز وقاد معركة انتصار النور على الظلام من موقع بديل لم يتجاوز ٢٠٠ متر عوضا على صعوبة التنقل ابان تلك المرحلة حيث كان قائد محاربي الظلام وكتيبته الابطال يأتون من محافظات اخرى ويتنقلون متجاوزين كل الصعوبات ليصلوا الى موقع العمل ويساهموا بأن يرتدي نصر القوات الامنية تاجا” من النور يجعله براقا” في سماء الانجاز ..

وانا اكتب هذه السطور تأخذني الذكريات لتلك المرحلة الاستثنائية بكل المقايسس واتذكر حجم التضحيات التي شهدتها معركة التحرير بسقوط كوكبة من شهداء قواتنا الامنية البطلة والتي ربما هي بأمس الحاجة لأن نذكر فيها ايضا” التضحيات الجسام التي تمثلت بسقوط كوكبة من شهداء الكهرباء الذين بذلوا ارواحهم من اجل نور الوطن ومن اجل تحقيق النصر على الظلم والظلام معا” ..

اتذكر أن دول كثيرة خلدت انجازاتها بالنهوض بعد الدمار او الانطلاق من مرحلة الصفر كما في اليابان والصين والامارات ودول اخرى .. وافتخر بأن معركتنا في تحرير اراضينا من براثم الارهاب وانتصار ابطال قوتنا الامنية على الظلم وابطال الكهرباء على الظلام تستحق منا الفخر وتستحق منا التخليد وهو أقل ما يمكن ان تقدمه اقلامنا الوطنية مدادا” لتاريخنا المشرف الزاخر بالانجازات الخالدة ..

و لابد هنا ان احيي من دون ذكر الاسماء أولئك الجنود المجهولين في مهمة التوثيق ابطال اعلام الشركة العامة لتوزيع الكهرباء ودعم مديرها غير المحدود لنجاحهم في مهمتهم ..

وختاما” ليس لي الا ان اقدم الشكر بطعم الكلمة من دون نقاط حرف الشين لابطال قواتنا الامنية وابطال الكهرباء الذين حققوا لنا اقتران الانجاز بالنصر على الظلم والظلام معا” .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار