مقالات

صحفيون أغبياء وعي

بقلم حسن النصار:
هم في الحقيقة عباقرة في ميدانهم، ولكنهم أغبياء في خياراتهم، وفي تحقيق رغباتهم، وتأمين مصالحهم في بلد تعود الناس فيه على الحصول على مايريدون من خلال العمل بنظام الحوسمة. فليست العبقرية كافية، ولاالإبداع بكاف ليكون الشخص المناسب في مكانه، ويحصل على إستحقاقه. وكم من التافهين من المشتغلين زورا في الصحافة يعملون مع الأحزاب والقوى الفاعلة، ولديهم بيوت وسيارات ومرتبات عالية، وهم لايجيدون تركيب جملة، ولايعلمون عن الصحافة شيئا، بينما يعاني الصحفيون الكبار في إبداعهم، ولايتمكنون من الحصول على فرص حقيقية بعد أن تحزب المتحزبون، ودخل بعضهم تحت عباءات زعامات وأحزاب ضمنت لهم المكاسب التي يرغبون فيها، ولذلك نجد إن الذين ركبوا موجة التظاهرات من الصحفيين والناشطين غدروا بالمتظاهرين، وهم الآن في مكتب رئيس الوزراء، وفي بعض المفاصل المهمة بعد التغيير الأخير الذي يظنه البعض.
هناك صحفيون مارسوا دورا ساذجا حين ساندوا التظاهرات بوصفها تمثل حالة شعبية داعمة للتغيير، وتحقيق متطلبات الشعب وكرامته ومستقبله، ولم يفكروا إنها سبيل لتحقيق المكاسب، فلم يلهجوا بشتم إيران والأحزاب، ولكنهم دعوا الحكومة والساسة لإحترامها، والعمل بجد لتنفيذ المطالب المشروعة التي دعت إليها، ولم يرتضوا أن يعلنوا ولاءهم لإيران ولحلفائها في الدخل، وإختار الحالة الوطنية دون تبجيل لأمريكا، أو إيران.
من هولاء الكاتب والصحفي هادي جلو مرعي الذي ضيع المشيتين، فلاهو مع الحراك الأخير بوصفه محاولة لإقتلاع الأشجار من جذورها لجهة رغبته بالتغيير السلمي غير العنيف، ولاهو مع الضد النوعي لهذا الحراك الذي يراه البعض محاولة أمريكية خليجية لقلب الطاولة على إيران وحلفائها، ووجدنا إن المنتفعين من محور إيران، أو الننتفعين من محور أمريكا يعيشون بطريقة مواتية، وحققوا مكاسب شخصية، وربما وددت أن أقدم له نصيحة مخلصة مفادها: إن العالم لايعيش على المباديء لوحدها، وهناك ماهو مرتبط بالمصالح، أو مايحقق التوازن بين المصلحة والمبدأ، والأفضل له أن يختار أحد المعسكرين.. إما إيران، أو أمريكا. فليس هناك لون رمادي في المعركة، ياإسود ياإبيض.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار