مقالات

شيء من الذاكرة العراقية …

الحلقة رقم ( 1 )
بقلم سرى العبيدي
منذ أن بدأت دراستي على الماجستير في جامعة بغداد , كانت تراودني فكرة عن جمع وكتابة سلسلة من المقالات عن جانب من تاريخ بلدنا تحت عنوان (شيء من الذاكرة العراقية ) .. تتضمّن هذه السلسلة عرضا موجزا لبعض ما تحتفظ به الذاكرة العراقية عن بعض الشخصيات العامة التي تركت أثرا في تأريخ الدولة العراقية الحديثة بطريقة تجمع بين الأدب والتاريخ .. كما تتضمّن هذه السلسلة الكتابة عن بعض الحوادث التاريخية التي شّكلّت منعطفا هاما في تأريخ الدولة العراقية الحديثة .. كما تتضمّن خواطر عن أناس أفذاذ عاشوا بعض الأحيان لغيرهم أكثر مما عاشوا لأنفسهم .. اسأل الله تعالى أن يوّفقني في تقديم هذه السلسلة المنوّعة من التاريخ والأدب .. ويسرّني أن أستهلّ هذه السلسلة بالكتابة عن الشخصية العراقية النجفية الحاج عبد المحسن شلاش ..
الحاج عبد المحسن شلاش..
الحاج عبد المحسن عبود سعيد حاجم شلاش هو سياسي عراقي ولد في النجف الأشرف عام 1882 وتوفي عام 1948 عن عمر ناهز السادسة والستون عاما , وشغل مناصب عدّة في العهد الملكي .. أصبح وزيرا للمالية في وزارة جعفر العسكري الأولى من الفترة 22 تشرين الثاني 1923 إلى 2 آب 1924 .. ووزيرا للأشغال والمواصلات في وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة , ثمّ في وزارة توفيق السويدي الأولى للفترة من 14 كانون الثاني عام 1928 إلى 19 أيلول 1929 .. ووزيرا للاقتصاد في وزارة نوري السعيد السابعة من الفترة 8 تشرين الأول 1942 إلى 19 كانون الأول 1943 .. كما وأصبع عضوا في مجلس الأعيان عام 1936 .. والحاج عبد المحسن شلاش لم يكن من أصحاب الشهادات العليا بل ولم يحمل شهادة , وغير معروف كشاعر أو أديب أو كاتب .. وهو شخصية عرفت ببساطتها وتواضعها .. كان من كبار تجار العراق وصاحب شركة للحوالات بين تركيا وإيران وبيروت والهند وكذلك بين المدن العراقية .. وما يميّز الحاج عبد المحسن شلاش عن بقية التجار إنّه كان يشارك عماله رأيهم وأكلهم ولبسهم وعملهم وبساطتهم على الرغم من ثرائه الذي قال عنه أحد العاملين معه بأنّ لدى شلاش سراديب من الليرات الذهبية .. وبالرغم من من انشغاله بالتجارة والسياسة لكنّه كان مهتمّا بالثقافة ويمتلك مكتبة كبيرة ويحفظ الكثير من الشعر للمتنبي والمعرّي والبحتري .. وقيل يوما أنّ البنك العثماني قد احتاج مرّة وذلك أيام الاحتلال الأنكليزي للعراق إلى مبلغ نقدي من الليرات العثمانية , فسأل البنك الحاج عبد المحسن شلاش برقيا عمّا إذا كان يستطيع أن يدفع إلى حاكم الشامية السياسي المقيم في النجف مائة ألف ليرة ذهبية عثمانية نقدا على حساب البنك العثماني ؟ فأبرق الحاج عبد المحسن بالإيجاب وسلّم للحاكم مائة كيس أخرجها من بيته .. في الحلقة الثانية سنكمل بعض جوانب حياة الحاج عبد المحسن شلاش وطرائفه …
سرى العبيدي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار