مقالات

أضواء على صحافة الفكاهة والهزل في العراق

بقلم / ضياء المياحي

تعد صحافة السخرية والفكاهة في العراق رافداً مهماً من روافد العمل الوطني، انصبت فيه مجهودات هائلة لتعرية الواقع المعاش ، ومارست دورها كرقيبٍ شعبي حالها حال أنماط الصحافة الأخرى ، فخاضت معارك حامية على طريق التحرر الاجتماعي والفكري، بمختلف مفاصل الحياة واساليبها، ووقفت بوجه الظواهر السلبية أنذاك من خلال مقالاتها ورسومها الكاريكاتيرية ، لذا رأيت من المفيد والمهم أن نعرّف بها ونحيط القارئ الكريم علماً بنشأتها وأسمائها

ولدت الصحافة الهزلية والساخرة في العراق كغيرها من الولايات العثمانية وذلك بعد الإنقلاب الدستوري العثماني عام ١٩٠٨ فكانت جريدة مرقعة الهندي بداية هذا النوع من الصحف

جريدة مرقعة الهندي الهزلية

تعد جريدة مرقعة الهندي فاتحة عهد الصحافة الساخرة في العراق فهي أولى الصحف العراقية التي اتخذت هذا اللون الجديد ، ولم تسبقها إليه أي صحيفة عراقية أخرى ، حيث صدرت مرقعة الهندي في البصرة في 21 تشرين الثاني ١٩٠٩ وكان صاحبها الحاج أحمد حمدي المشرافي ومديرها المسؤول محمد حمدي وجاء في ترويستها أنها ( جريدة فكاهية إنتقادية إسبوعية مصورة ) وورد في إفتتاحيتها أنها سميت بهذا الأسم لتكون أختاً لجراب الكردي . و(جراب الكردي مجلة فلسطينية صدرت في حيفا سنة ١٩٢٠ حيث اصدرها متري حلاج وهي اسبوعية سياسية هزلية استمر صدورها لمدة سنة واحدة)

وذكر الصحفي الأستاذ صادق الأزدي في مقال له تحت عنوان الصحافة الساخرة في العراق والمنشور في جريدة الإتحاد العدد رقم ١١ الصادر في ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٥

” أن سبب إتخاذها هذا الأسم أي مرقعة الهندي نسبة الى ما اعتقد من الفقراء الهنود الذين يرتدون الملابس كثيرة الرقع فكأن صاحبها أراد أن يقول بأن جريدته ستكون كذلك أي نكاتها وطرائفها من هنا وهناك ” وكما وصفتها الجرائد البصرية الصادرة أنذاك بأنها ( كشكول الأداب والفكاهات )

وقد اشار الى ذلك الدكتور ابراهيم العلاف قائلا: ً ” سميت كذلك نسبة الى الهنود المرقعة ثيابهم والذين كانوا يعملون في ميناء البصرة وقد اراد صاحبها ان يقول ان جريدته ستكون بمثابة تلك الرقع المأخوذة من اقمشة شتى فهي كالكشكول تأخذ معلوماتها وطرائفها وفكاهاتها من هنا وهناك” .

ويقول عنها المؤرخ فائق بطي في كتابه ( الموسوعة الصحفية العراقية ) هي ( أول جريدة هزلية صدرت في العراق في ٢١ تشرين الثاني عام ١٩٠٩ بمدينة البصرة باللغة العربية لصاحبها الحاج أحمد حمدي المشرافي ومديرها محمد حمدي

استمرت جريدة ” مرقعة الهندي” بالصدور حتى العدد ٢٦ في ١٠ أب ١٩١٠ حيث توقفت وصدرت بديلة عنها جريدة ( البصرة الفيحاء ) وكانت ( أدبية إخبارية وطنية فكاهية مصورة تصدر مرة في الإسبوع ) وكان صاحب إمتيازها ومديرها المسؤول ( احمد حمدي ) حيث صدر عددها الأول في ٢٠ أب ١٩١٠ وسلكت في خطتها وسياستها ما سلكته مرقعة الهندي ، استمرت البصرة الفيحاء على الصدور نحو عام ثم توقفت وأعيد إصدار مرقعة الهندي والتي لم تستمر طويلاً حيث عطلت في تشرين ١٩١١ وكانت مرقعة الهندي تصدر باللغتين العربية والتركية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار