مقالات

ذيول كورونا

بقلم: سعد جاسم الكعبي

مع وصول جائحة كورونا الى بلدنا، والمتاجرة بعلاجات الجائحة او ما يسمى بكوفيد 19 كما يطلق عليه علميا وعالميا ،على قدم وساق حتى وباتت صحتنا ميدانا رحبا (للاحتيال ) من بعض ضعاف النفوس ،واقول بعض وهم كثر من باب تقليل خطرهم الداهم، للاسف جلهم من الاطباء والصيادلة ممن اغتنوا وتربحوا وتحولوا الى تجارا للموت ، بدلا من تسمية عفا عليها الزمن وصارت موضعا للتندر «ملائكة الرحمة»،متناسين عهدهم مع ابو قراط وقسم المهنة بان يكونوا عونا للناس ومصدرا لشافئهم لا شقائهم والتزموا بعهد (ابو جهل)!.
فعجت صيدلياتنا بمسميات لعقاقير طبية من قبيل“افيفافير” الروسي و”رمديسيفير” الأميركي وغيرها، وهي عقاقير تسربت من خارج ميدان الرقابة الدوائية المتخاذل والعاجز تماما، وجري بيعها بطرق “غير قانونية” وبأسعار من 300 دولار إلى 1200 دولار.
ما يسمى بـ “العلاج الروسي” إنما هو في حقيقته منتج ياباني جرى إنتاجه في عدة دول ومن بينها روسيا فصار دارجاً في الشارع وبين الناس بمسمى الروسي “افيفافير”، كما أن مصانع أدوية محلية تقوم بإنتاج هذا العلاج أيضاً، وهو يعد أحد الأدوية التي تستعمل ضمن قائمة علاجات في البروتوكولات العلاجية في العراق.
ولم تجز الوزارة لأي صيدلية أهلية استيراد أو استخدام أي علاج من تلك البروتوكولات العلاجية المعتمدة، لا “افيفافير” ولا غيره.
وعلى خلاف البروتكولات الصحية و القوانين والأنظمة العالمية التي تمنع استيراد الأدوية الخاصة بعلاج كورونا من قبل الصيدليات الخاصة،صارت تجارة هذه العقاقير ،ذات مداخيل خرافية للبعض ممن ماتت ضمائرهم تحت وطأة الجشع والاستغلال والتربح بآلام الناس وخوفهم وجهلهم بهذا الوباء .
تصوروا ان طبيبا ترك وظيفته الحكومية وخدمته فيها لاكثر من 30عاما وتفرغ لعيادته الخاصة والحق بها مختبرا للأشعة والتحليلات وصيدلية تخصه ،اي حولها لمجمع طبي يراجعه المئات من خلق الله تدعمه صفحات تروج له بمواقع التواصل ، ومدخوله اليومي من كل ذلك يصل لنحو 5 ملايين دينار يوميا!!.
فوصفة العلاج لاتقل عن 250الف دينار ، الغريب ان معظم تلك الوصفات عبارة عن مقويات وفيتامينات ،بامكان المريض الحصول عليها بعشرة او عشرين الف دينار باقصى حد في اماكن اخرى..
ماشجع (تجار الموت) هؤلاء هو عجز الجهات الرقابية وتقاعس الدولة عن اداء واجبها وجهل الناس وتصديق الشائعات بان امثالهم يعالجون الوباء ،مما جعلهم عرضة للاستغلال من قبل شياطين المهن الطبية..
سؤالي لهؤلاء ..الاتفكرون للحظة ان الوباء قد يطالكم وعائلاتكم ،هل تظنون ان الله غافل عنكم ،هل سيفيدكم علمكم بشيء غدا عند وقوفكم بين يدي رب العزة.
يقينا انهم لايفكرون بذلك.مطلقا ،وتناسوا قوله تعالى «ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار