مقالات

انحياز الصدر الثاني الى الامة و قضاياها

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
[ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ] للعلم قيمة في الميزان الإسلامي ، فحياة الناس لا تستقيم إلا به ، وقد كان العلم صفةً لازمةً للأنبياء عليهم السلام ، و كان من رحمة الله عز وجل أنه لم يرفع العلم بذهاب الأنبياء ، و إنما جعل الأنبياء صلوات الله عليهم و سلامه يورِّثُوا علمهم هذا قبل أن يموتوا إلى طائفة معينة من البشر ، أوكل إليها مهمة تعليم الناس ، و القيام بالدور الذي كان يقوم به الأنبياء في حياتهم ، و لكن دون الوحيٍ و العصمة .
و هذه الطائفة من البشر هم ( العلماء ).
العلماءُ هم زينةُ الأرض و هداةُ الناس في دياجير الظلام ، و هم كالماء و الغيث في الأرض المقفرة ، و كالشمس للدنيا ، و كالعافية للناس ، و الناس بحاجة إليهم كحاجتهم للطعام و الشراب بل أشدُّ .
محل الشاهد :
هكذا هو العالم و المجتهد و الفقيه و المرجع السيد *محمد محمد صادر الصدر قدس سره* ، من اهم صفاته انه منحاز إلى الأمة مرتبط بقضاياها و همومها و مشاكلها ، لانه عرف الاسلام الحقيقية بالمعرفة الربانية الواعية ، قرأ الاسلام الحقيقي قراءة المجتهد المطلق ذات الملكة العلمية الرصينة ، فالإسلام ليس معلومات فقط ، فهناك الكثير من المستشرقين لديهم معلومات عن الإسلام أكثر قد يكون احيانا من بعض علماء المسلمين ، و مع ذلك لا نعتبرهم علماء لأنهم لا يعيشون هموم الأمة الإسلامية .
ان السيد الصدر الثاني ( قدس سره ) ، كان مع الامة في مواجهة كل الصعاب التي تحط به ، حيث عاش معهم هم ( الحصار الاقتصادي ) الذي فرض على دولة العراق انذاك و كان ذلك ضمن مخطط الاستكبار العالمي من دول الاحتلال ، و غايته لم تكن سلطة الحكم الظالمة في وقتها ، بل إبادة اصحاب الاسلام الحقيقي الممثل بالشعب العراقي المؤمن ، و الا اصحاب السلطة في وقتها كانوا ينعموا بالترف و الراحة و حسن العيش .
فكان الصدر الثاني قدس سره مع الشعب مع الامة حتى على مستوى الحركة و الفتوى ، ليكون له سندا و ملاذ من ذلك الظلم الذي كان ذات طرفين الشر سلطة الحكم الظالمة و الاحتلال .
الصدر الثاني قدس سره ، عاش هم الحفاظ على العلم من طرفيه الديني و الاكاديمي و كانت فتواها وتوجيهاته واضحة الى شباب في التمسك بالتعلم في زمان اراد الاحتلال من الظرف الصعب الذي فرضه من خلال الحصار الاقتصادي ترك ( العلم و التعلم ) بحجة انه لاخير فيه بسبب ظروف المعيشة التي فرضت التوجه الى العمل و الكسب من اجل العيش .
الصدر الثاني قدس سره ، حافظ على ارواح المؤمنين من الشباب في توجيهم بعدم التصادم و الزج بمواجهة خاسرة في بعض الاحيان مع السلطة الحاكمة الظالمة ، حيث كان يوجه الامة بالحفاظ على انفسهم و توجه الى المواجهة الفكرية هو الافضل في ذلك الوقت طبعا لعدم توفر الامكانيات التي تحقق النجاح في المواجهة العسكرية مع الظلمة ، و اتذكر في احد لقاءات معه (قدس سرة ) في داره الشريف و في وقتها كانت هناك صدامات حصلت بين الشباب و ازلام سلطة الحكم الظالمة في احد المحافظات فاوصانا في وقته من جملة كلامه قدس سره ، ( بالحفاظ على انفسنا ، وان بقاء المؤمن افضل من العدم لان فقده لا يعوض و ان العدو يضعك على المزلق و يقول لك لا تزلق ، الى ان عبر لنا في نهاية الكلام بمعنى لا دوسوا بانزين زايد ) ، انه كان استاذا و ابا و اخا و صديقا و حكيما و قائدا على المستوى الديني و السياسي ، نعم هو الصدر الثاني المقدس و ما كتبنا و كتبنا لا نوفيه من الحق و الفضل على هذه الامة .
نسأل الله حفظ الاسلام و اهله
نسأل الله حفظ العراق و شعبه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار