مقالات

الخيارات الصعبة بعد.. انتهاء اللعبة..

ا.د.ضياء واجد المهندس

هل سيكون العراق ساحة للصراع بين ايران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة اخرى؟ !
هل نتوقع مزيد من الهجمات بالطائرات المسيرة تستهدف مواقع و مخازن اسلحة الحشد تحت ذريعة انها ايرانية ؟؟!
هل ستستمر اسرائيل باستهداف قيادات الحشد الشعبي و المستشارين الايرانين ابتداء” من الحاج قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس و اكرم الكعبي و ابو ولاء الولائي ووووو؟!
لقد بدأت بوادر تصعيد جديد من الصراع بشكل فعلي ،حين أعلنت اسرائيل عن استهدافها لعدة أهداف، منها معسكر كبير تم انشاءه من قبل الحرس الثوري في سوريا على الحدود العراقية كمركز تجمع واسناد للحشد الشعبي الذي تتهمه اسرائيل وأمريكا انه موال لايران ثم اعقبت ذلك بانها ستقوم باستهداف معمل انتاج صواريخ ايرانية في لبنان لتجهيز حزب الله اللبناني بالصواريخ . كما تسربت انباء من جيش الدفاع الاسرائيلي على تحديد اكثر من 30 هدفا تابع للحشد الشعبي في قائمة ألاهداف المرشحة للقصف، اضافة الىً أهداف في سوريا ولبنان تعتقد اسرائيل انها مؤوسسات دعم لايران .
في الوقت الذي تسرب امر بتشكيل قوة جوية و قوة دفاع جوية من نائب رئيس الحشد الشعبي الحاج ابو مهدي المهندس كرد فعل طبيعي للهجمات الاسرائيلية الجوية على مخازن الحشد الشعبي في امرلي و بلد و معسكر صقر في بغداد ، و تكليف صلاح مهدي حنتوش بادارته ، فان الادارة الامريكية قامت بارسال معدات رصد واستطلاع و منظومات مضادة للصواريخ الى قاعدة الاسد وبحماية جوية مكثفة ، معتبرة موافقة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي على قوة جوية للحشد الشعبي خطوة في تحويله الى نموذج للحرس الثوري الايراني ، و طريق ممهد لادخال الصواريخ الايرانية المضادة للطائرات و بامرة مستشاريين ايرانيين و بغطاء الحشد الشعبي …لقد كان الرد الامريكي على الارض سريعا ” ، رافقه تهديد صريح نقله محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الى عادل عبد المهدي ، بان الامريكان سيزيدون من انتاجهم النفطي مما يخفض من سعر النفط بشكل مدمر للعراق..
كل هذا يجري وحكومة العراق المتمثلة برئيس وزراءها لم تستطع من ادارة الازمة، و اللعب في حيز ( الحياد الايجابي ) مما اثار غضب كل الاقطاب السياسية في العراق ماعدا فصائل الحشد في كتلة الفتح..ولم تستطع حكومة عبد المهدي من النجاة من غرقها في أزمات الوضع الداخلي المتراكمة من حل مشاكل النازحين والمفقودين ، والضحايا المجهولين ومشاكل المركز والإقليم، ومعاناة الخريجين ،و انعدام الخدمات العامة، والتلكؤ في تسمية الوزراء المرشحين، ومئات الملفات المطروحة امام رئاسة الوزراء التي لم بكن دور السيد عادل عبدالمهدي فيها سوى (فزاعة). ولا ادري كيف اصدر السيد عبدالمهدي قرارا بتشكيل مديرية للقوة الجوية تابعة للحشد الشعبي والتي كان قرار إلغاءها قد تم قبل تشكيلها لتكون اخر مسمار في نعش حكومته التي فقدت غطاء مقبوليتها من المرجعية، و من كثير من الجهات والأحزاب السياسية ..لقد تمسكت كتلة الفتح ببقاء عبدالمهدي بحجة انه سيترك فراغا” دستوريا ،وفي الواقع انه سيترك فراغا” في الغرفة التي يشغلها في مكتبه.. ومما يثير الاستغراب ، ان الترويج لمرشحين لرئاسة مجلس الوزراء قد بدات قبل ان تنتهي اللعبة، وامست عدة اسماء مثل حيدر العبادي وعلي شكري ومحمد شياع السوداني وقصي السهيل وربما هناك شخصية لم يعلن عنها ستكون المرشح الأقوى والأبرز بين هذه الاسماء، وهي شخصية مستقلة تحظى برضى المرجعية و الاحزاب والاقطاب الدولية والاقليمية ..
لقد اصبح مرشح ( الفرصة الاخيرة) عادل عبدالمهدي منتهي الصلاحية ، واعلان موته السريري لن يطول كثيرا ، وقد يكون خروجه من بوابة مجلس النواب بالاستجواب ، خاصة وان موضوع المغيبين في الصقلاوية و جرف الصخر قد بدا يتفاعل في الاوساط السياسية السنية ، وان كثير من القيادات التي همشت بدات بالاعداد لاستخدام هذا الملف في عودتهم للواجهة السياسية ، بالاضافة الى موضوع النازحين واعمار المدن المحررة وتوفير فرص عمل و تعيينات الى ابنائها …لقد اعلن تيار الحكمة معارضته ، و رفع سيد مقتدى الصدر دعمه ، و توافقت الكتل والقيادات من حيدر العبادي الى كل الساسة السنة على نعي حكومة عبد المهدي و رثاء وزرائها ..
الان نقف بين الخيارات الصعبة في اختيار رجل يحارب الفساد ،و يناىء بالبلاد من حرب الاوغاد ، و يوفر الخدمات و فرص للعمل والاستثمارات ، فمن ذا الذي يعد قبل نهاية اللعبة…
اللهم احفظ العراق واهله الطيبين
و انصرهم على اعدائهم الظالمين
ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار