مقالات

الهيبة شمرة مو تعلوم

((وان – بغداد))
هادي جلو مرعي:
لكل نصيب من حياته. وعلى قاعدة إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا..لكن كيف تعيش تلك الحياة، وماتصنع فيها لتحصل على ماتريد وفقا لقواعد أخلاقية وإنسانية، فتنال بغيتك، ولاتسيء لغيرك؟ وكيف تحفظ هيبتك، وتكون عزيزا، وكيف تدير شؤونك، وماذا لو أنيطت بك مسؤولية إدارة الدولة؟
وترتب عليك رعاية شؤون العامة من الناس؟
غالب الناس يهتمون بفكرة إدارة الدولة لأن من شأن ذلك تأمين أقواتهم وحفظ معاشهم وكرامتهم، فهم يريدون تحقيق متطلبات أسرهم، وتأمين مستقبل أولادهم، وضمان تجاوز المصاعب والتخفيف منها قدر المستطاع.
كيف يحكم الناس، وتؤمن لهم حاجاتهم دون حكم مهاب قوي حازم غير متراخ؟ فالناس عادة لاتلتزم بالقوانين كما هي دون مراقبة صارمة وتشديد للعقوبات، والناس كما يقال: أجناس، فمنهم الطيب الغافل، ومنهم المتعصب الجاهل، ومنهم العارف المتماهل، ومنهم الراغب المتكاسل، وكثير منهم وفقا لذلك يراوغون ويتمردون ولايلتزمون بتطبيق المواد القانونية بدءا بإشارة المرور، وخطوط العبور، الى الرشوة والتخريب المتعمد والسرقة والقتل والحكم المتفرد والتحزب والفوضى وضياع الحقوق.
الحاجة الى حكم مهاب، ديمقراطيا كان، أو شموليا تبدو ملحة لصيانة كرامة الدولة والحكومات التي تدير شؤونها، وعندما تغيب المهابة فلايمكن الجزم بأن الأمور تسير بشكل طيب، ولهذا فالهيبة التي يتحلى بها الشخص والحاكم لاتأتي بالتعليم بل هي موهبة، وهذا سبب القول: إنها شمرة بمعنى إنها جزء من تكوين الفرد، وليست مكتسبة بالمران، والحاجة إليها ملحة لتكوين إدارة فاعلة تسير شؤون العامة، وقد تكون هذه هي مشكلة نظام الحكم في العراق، إنه غير مهاب بسبب إنه تشكل نتيجة المحاصصة الطائفية والعرقية، وكثرة الزعامات الهوائية والحزبية، وفقدان المركزية في الإدارة… وعلى قاعدة إنت أمير وأنا امير فمن يسوق الحمير؟

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار