مقالات

الموصل هي درس التاريخ والحاضر والمستقبل الذي لايخطئ…

(( وان – بغداد))
بقلم وزير الدفاع الاسبق خالد العبيدي :
تمر اليوم الذكرى الخامسة لسقوط مدينة الموصل بيد عصابات داعش الارهابية والتي أشرت خللا كبيرا بالمقاييس العسكرية والسياسية وفشلا في طريقة ادارة الحكم، لذلك لابد لنا ان نعيد تذكير ماحصل ليبقى درسا للعراقيين اولا ولكل شعوب المنطقة ثانيا.
1. لقد اكدت وقائع احتلال الموصل وجود خلل سياسي فاضح وتقصير أمني كبير وعدم فهم لطبيعة المجتمع في نينوى او المحافظات الاخرى التي احتلتها داعش، ومن بين ابرز هذه الوقائع الاهمال الحكومي والتصرفات الاستفزازية والمهينة والتي وصلت بعضها الى مرحلة التعامل بطريقة طائفية مع اهل نينوى والتي كان ابطالها (مع الاسف) مسؤولون حكوميون وقادة وآمرين وضباط فاسدين كانوا قبل احتلال نينوى يتمتعون بحماية ومساندة اطراف حكومية وسياسية مازالت تمنع خضوعهم للمحاكمة والمساءلة التي مازال الشعب العراقي يطالب بها منذ 5 اعوام.
2. عاش اهالي نينوى خلال فترة احتلال داعش ظروفا صعبة وقاهرة، خُير المواطنون فيها بين نار الارهابيين وجرائمهم ووحشيتهم، وبين ذل مخيمات النزوح والعوز والغربة، كان يقابله عجز حكومي يعيد للدولة هيبتها واحترامها وابويتها لدى المواطنين.
3. خلال مرحلة الاعداد لتحرير نينوى كنا نعي ونحذر باستمرار (وهذا موثق في محاضر الاجتماعات) مماسينتظر هذه المدينة اذا لم توضع لها الخطط العسكرية والمدنية المناسبة لحماية الاهالي وممتلكاتهم، لذلك كانت معظم مناقشاتنا (في مجلس الوزراء ووزارة الدفاع) تتمحور حول ضرورة تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية خلال مرحلة تحرير المدينة، وانطلاقا من هذا المبدأ ناقشنا باستفاضة واتفقنا خلال فترة تولينا منصب وزارة الدفاع الخيارات المناسبة لتحرير ثاني اكبر مدينة عراقية مثل الموصل على خطط محكمة لسحب الارهابيين الى “منطقة قتل” خارج المدينة، وكان الاتفاق ينص على ان تبدأ مرحلة الاعمار فور انتهاء عمليات التحرير.
4. على الرغم من كل التضحيات الكبيرة والعظيمة التي قدمتها قواتنا البطلة لتحرير الموصل، الا ان اعادة الحياة لها لم يكن مساويا او حتى موازيا لحجم التضحيات المدنية والعسكرية، وهذا ماتتحمله الحكومتان الحالية والسابقة.
5. برغم مرور نحو سنتين على تحرير الموصل، إلا أن هذه المدينة مازالت تفتقد لابسط الخدمات حيث الجثث تحت الانقاض، والدولة غير قادرة أو لاتملك الارادة او النية للاسراع باعادة النازحين ليعيشوا في مناطقهم بطريقة لائقة تضمن لهم حياة كريمة.

ختاما، نقول: إن الدرس الذي علينا تعلمه من #نكسة_الموصل، إن العراقيين بتلاحمهم ووحدتهم والتفافهم حول قواتهم الامنية البطلة افشلت كل محاولات الفاسدين والفاشلين والطائفيين الداعين لتحميل اهالي نينوى ومعها كل المحافظات والمناطق التي احتلتها داعش مسؤولية ماحصل في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات، لاننا نؤمن إن سقوط الموصل والمناطق الاخرى بيد الارهابيين أكد بما لايقبل الشك صحة معادلة الحكم الرشيد، وهي ان الشعب لايحمي الدولة التي تفشل في حمايته أو خدمته، وهذا درس على الحكومة الحالية معرفته وتداركه قبل فوات الأوان لكي لاتعاد #نكسة_سقوط_الموصل والمناطق الاخرى مرتين…

والله يشهد على عملنا ونيتنا لخدمة شعبنا، مثلما هو شاهد (جلت عظمته) على خبث الفاسدين ونواياهم اللئيمة…

خالد العبيدي
10/ 6/ 2019

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار