الازمة المركبة
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
العالم اليوم يعيش ازمة كبرى ومعقده بمعنى الكلمة ، وخصوصا بلدنا الحبيب .
ازمة ان صح التعبير عنها : *بالمركبة* كونها متكونة من ثلاث ازمات جمعهن الزمان والمكان الواحد .
هذه الازمات :
ازمة : صحية
ازمة : اقتصادية
ازمة : اجتماعية
اذن واقعا نعيش ثلاث ازمات مجتمعة مع بعضها البعض وربطتها علاقة وثيقة جدا .
ان اجتماع هذه الازمات في المكان الزمان الواحد ، يعطي اشارة عقلية واضحة ، ان الحل والخروج منها تحتاج الى بذل الجهد التفكيري من النوع الخاص جدا ، لوضع *الخطة المركبة* التي تراعي بخطوات حلولها كافة مقومات النجاح الذاتية والموضوعية .
ان *الخطة المركبة* يجب ان اكون محكمة شاملة وناظره الى كل متطلبات اطراف الازمات .
ان منهجية العمل والتعامل مع الازمات المركبة ، بطريقة *الخطة المنفرده* ،بمعنى وضع طريقة عمل لكل ازمة على ضوء تخصصها ووزارتها لوحدها وبمعزل عن تخصص الازمة الاخرى ، معناة الفشل التام ، والدخول بتعقيدات اكبر .
لان التوجه ضمن *الخطة المنفرده* والتي تقوم على اساس كلا بتخصصه ، في وقت الازمات المركبة معناه سنحصل على *تناغم عكسي* بين الخطط ، ولن نحصل على *التناغم الطردي* الضروري في مثل هكذا حالة .
اذن بما اننا وصلنا الى هذه النتيجة الحتمية من ان ازمتنا مركبة وتحتاج الى خطة عمل وتوجه مركب احتجنا نبين التالي :
ماذا نقصد بالازمة
ماذا نقصد بالازمة الاقتصادية
ماذا نقصد بالازمة الاجتماعية
ماذا نقصد بالازمة الصحية
*الازمة* : هي نقطة تحول من اوضاع غير مستقرة ، يمكن أن تقود الى نتائج غير مرغوبة .
*الازمة الاقتصادية* : وهي مرحلة تباطؤ للنشاط الاقتصادي تأتي بعد مرحلة توسع اقتصادي .
وتتميز عادة بانخفاض شديد للانتاج ، ولمعدل النمو ، وبارتفاع معدل البطالة .
*الازمة الاجتماعية* : حدث فجائي يهدد مصلحة الجماعة والمجتمع .
*الازمة الصحية* : وهي حالة صعبة ونظام صحي معقد يؤثر على البشر في منطقة ، او عدة مناطق جغرافية .
بعد هذا يأتي السؤال الاهم كيف يمكن التعامل وادارة *الازمة المركبة*
وخصوصا اننا بينا الخطط الفردية لم تسهم بالتخطي بل مصيرها الفشل لامحال ، اذن ماهو الحل
الجواب : *هنا يتجلى دور القائد* بان يقود هو المعركة بالخروج من الازمات المركبة ، بنفسه وبالصورة المباشرة .
من خلال ، وضع خطة مركبة ومتكاملة للنجاح .
فيجب على ذلك القائد القيام بعدة مراحل للنجاح وتتمثل في :
اولا : *تحديد الهدف* ، حيث ان تحديد الوسائل ينبني على تحديد الاهداف .
ثانيا : *توفير المعلومات* : يجب توفر المعلومات الدقيقة للوصول الى الهدف .
ثالثا : *الشورى* : فعلى القائد وضع فريق متكامل للتشاور معه وفق التخصصات التالية :
الاقتصاد ، المالية ، الدين ، الاجتماع
الامن
هنا واجبهم المشاورة واسناد القائد باعداد الخطة المتكاملة ، ومناقشة سلبياتها وايجابياتها .
رابعا / *فريق ادارة الازمة* :وهو فريق ايضا يحتوي على متخصصين يتابع ويراقب ويدقق تطبيق خطة القيادة العليا ، مع كافة الوحدات الادارية الاخرى المعنية وغير المعنية ، ويزود القائد بكافة مجريات الامور والتوصيات الادارية والقانونية اللازمة في حال اي خلل يتسبب بعدم سير الخطة وفق منهجها المخطط له .
مع منح الفريق الصلاحيات الاستثنائية .
هنا يمكن النجاح والتكاتف ، والا معالجة ازمة صحية فقط ، وترك الازمة المالية والاجتماعية لايكون هناك نجاح ابدا لان اليوم الازمة الصحية اثرت ماليا واجتماعيا ، وهذا الاشتراك الذي قلنا بزمان واحد ومكان واحد تسبب بازمة مركبة .
*من هنا ادعوا القادة دون استثناء مراجعة سيرة رئيس منظمة الاسوة الحسنة* الرسول الخاتم الحبيب محمد ( ص ) ، وكيف استطاع النجاح والخروج من ازمات عدة مرت بها الدول الاسلامية منذ نشئتها الاولى ، واستطاع ذلك الرسول والنبي والقائد ، النجاح والتخطي .
يكفيكم *تعنت وتكبر* وعليكم الالتجاء لقراءة التاريخ والمشورة لانقاذ البلد مما هو فيه
اللهم بحق الخاتم محمد واله الكرام احفظ العراق وشعب العراق من كل شر نعلمه او لانعلمة امين رب العالمين.