مقالات

أسرائيل تبهر العالم بإكتشاف جديد

هادي جلو مرعي
يتطور العالم ويبتكر المزيد من العلوم التقنية التي لم ترتق لها البشرية من قبل، وفي حين مايزال العرب يدفنون موتاهم في قبور تحت الأرض فإن إسرائيل تبتكر كل يوم سلوكا، أو منجزا علميا لم يتسن لأحد أن سبقها إليه حيث تمكنت تل أبيب المدعومة من العالم الحر من وضع ضحاياها من الفلسطيينين الذين تقتلهم في الشوارع، أو في سجونها في ثلاجات، وهو نوع من التطور اللافت فالمعروف أن المقابر عادة ماتكون تحت الأرض إلا في كيان الإحتلال، حيث يتم تحويل الثلاجات الى مقابر لعشرات الشهداء وآخرهم ناصر أحميد الذي قتل صبرا وهو يعاني المرض، وجرى إهمال حالته الصحية، وتأبى سلطة الإحتلال تسليم جثمانه الطاهر لذويه مثلما فعلت ومنذ ما يقرب من العقد من السنين حيث تحتجز عديد جثامين الشهداء، وترفض تسليمها لذويهم ليتمكنوا من مواراتها الثرى وفقا لطقوس دينية معتادة، وهي محاولة مكشوفة ربما لإستخدام تلك الجثامين في تحقق مكاسب، وممارسة إبتزاز سياسي بعيد عن هامش من الأخلاق والأعراف الإنسانية، وهي عادة عند المحتل لأنه جاء بطريقة غير شرعية، ولايمكنه البقاء في بلاد عريقة ترفضه مطلقا، وسيخرج منها مهزوما في يوم ما، بعد عقود من الصبر والصمود الفلسطيني الذي أذهل العالم.
     ولأن نوبل جائزة يقدمها العالم الحر الداعم لكيان الإحتلال الموغل في الجريمة، ولأن هذا الإحتلال هو صنيعة لهذا العالم، ولأن نوبل نتاج إبتكار علمي فتح طريقا للموت الجماعي عبر إكتشاف صناعة قاتلة للجنس البشري، ولأن البعض يشبه البعض، وهما من طينة واحدة فيمكن توقع أن يقوم العالم الحر بتقديم تلك الجائزة لهذا الكيان بوصفه إبتكر طريقة جديدة للإبتزاز والمساومة الرخيصة، وتعتمد التقنيات الحديثة، وحيث تمكن قتلة الإحتلال من تحويل الثلاجات الى مقابر فهو جدير بالجائزة التي يمكن أن يحصل عليها شاعر وسياسي، وللأسف يمكن أن يحصل عليها قاتل، أو شاهد زور على جريمة قتل وتشريد شعب وسلبه أرضه وممتلكاته، ثم وصمه بالإرهابي، وقتل أبنائه حتى وهم يسيرون في الشارع، أو يقفون في محطة الحافلات، أو حين يشتبه جندي مرعوب بأحد المارة من الفلسطينيين فيكون له الحق في قتله على الفور، وعدم تسليم جثمانه لذويه.
     العالم الحر الذي يوزع صكوك الحرية على دول أجاعها وأذلها وإحتلها  وسلب ثرواتها وإستعبد سكانها، وجعلها مستعمرات لمئات من السنين، ثم نصب حكاما وعملاء لها يسومون شعوبها سوء العذاب، وينكلون بشبانها وبناتها، هو عالم حر في الكذب والتدليس، ولكنه مستعبد من قوى نفوذ تريد أن تمرر مخططات قذرة، ولايهمها إن تحالفت مع الكيان الغاصب، أو حكام جائرين، لأن المهم هو المكاسب والمصالح، بينما تنشر الدعايات البغيضة عن الحرية والعدالة الإنسانية والمشاركة السياسية التي تأتي بعبيد للغرب خاضعين له لايعصون له أمرا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار