الثقافية

ماذا عن معرض الكتاب الواسطي الاول ؟

بعد ان تكرر إعلان بالفيس مضمونه إنطلاق معرض الكتاب الواسطي الاول ، حضرنا المعرض كي نتقرب من مؤلفي الكتب ونسمع منهم بالمباشر عن سر ملكة الكتابة ومهاراتهم ، حينها وجدنا الحضور منوع ما بين سياسي ومفكر ومؤلف مع مجموعة لا بأس بها من الإعلاميين لتغطية الحدث ، كذلك عدد من الفضوليين امثالنا

الحقيقة كانت طريقة العرض متواضعة نوعا ما ، بالرغم من ان المعرض برعاية عدة جهات لها وزنها بالمحافظة ، ونحن هنا لا نقلل من جهد القائمين على المعرض بقدر ما كنا ننتظر قص شريط الافتتاح الذي اعتدنا ان نراه في كل محفل افتتاح معرض ، ولكن قطعا نحن نعذرهم فكل بداية يكون فيها تقصير غير مقصود

بعد التحية والسلام جلس اديب تحدث عن حياته ومؤلفاته ، كان طرحه مقبول كونه مطعم بنكهة النكتة حتى أنطلق بمشاريعه الكتابية التي لا تخلو من المخاطر والتهديد كما نقل قصصها للحضور ، وايضا نقل عن مبادراته المتتالية في تطوير الحركة المسرحية والروائية ، وبين خلال تلك المبادرات الأهداف التي دفعته لتبني هذا العطاء

كما وجه نصيحة مهمة جدا لهرم سلطة واسط مطالبا بإعادة عمل المكتبات العامة والمدرسية في واسط من أجل توسيع دائرة مدارك المجتمع الواسطي وتثقيفهم لديمومة ما تم إنجازه على يد المثقفين بهذا العمل الكبير

اذا علينا كحكومة محلية ومجتمع واسطي مثقف أن نواجه التحديات التي تواجه الكتاب ، والبحث عن اسباب العزوف عن إقتنائه ، ونعالج الأسباب لنخرج بمجتمع يقرأ ويكتب على الورق التقليدي

نعم قد يقول قائل التكنولوجيا الحديثة قتلت الورق ، ونحن نقول تلك الأدوات لم تدون كل ما كتبه المؤلفين على المستوى المحلي أو العالمي المترامي الأطراف من المثقفين ، والدليل بعض الكتب في هذا المعرض ليس لها وجود الكترونيا

ولذلك هناك حقيقة تقول عالم التكنولوجيا احيانا يكون عاجز على أن يوثق كل ما يكتب وهو يفقد ما تحمله تلك المكتبات من كتب ثمينة ونادرة ، وبذلك فالكتاب الورقي هو واجهة مفضلة للمستفيدين النهائيين لمصادر المعلومات والمعارف العامة ، على غرار التكنولوجية الحديثة

اليوم نعترف هناك قصور إتجاه تلك الدرر الثمينة من المكتبات العامة فلم يتم التوجه لديمومتها ولم يعترف بها صاحب القرار كمرجع لجمع المقتنيات والوثائق التي تؤرخ وتخزن احداثا ووقائع مهمة ولدت في عقول أهل العلم

علاوة على ذلك كنزها في أرشفة وثائقها وجمعها على رفوفها الذهبية ، مما يزيدك حماسا في البحث عن ضالتك بشغف ويدعوك فضولك بالتصفح داخل كل كتاب يضم أفكار عقول نيرة مثقفة وبإختصاصات مختلقة

ولكن هذا لا يمنع من التوجه نحو تطوير المكتبات لضم الكتب النادرة وتحويلها إلى العالم الألكتروني المتطور للحفاظ على مقتنياتها ومعلوماتها فيما لو أتلفت أوراق كتبها ..

عباس العيد الموسوي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار