أشعارالثقافية

أفكار ضبابية €

أفكار ضبابية €
بقلم: ايمان حسن باتردوك
قبلة على جبينِ الأماني

ونظرة وداعٍ أخيرة..

ريثما تلتحق أجسادنا

بالرّوح التى سبقتها
لمثواها الأخير ..

هيّا..

فقد أتعبنا الإنتظار

على حافّةِ العمر..

ونحن نتسوّل الموت

ممّنْ أعدموا أرواحنا

بمقصلةِ الغدر..

بعد التعذيب والتنكيل

ثم أحرقوها كما لو كانت

ساحرة شريرة..
أو جنيّة.

نعم أحرقوا بقايا الرّوح

حوّلوها لرماد ..
نثروها فوق الأرض كالسماد..

في مهبّ الريح..

كان الإعتقال فجراً

مثل ما كان إعدام

الرجال فجراً..

ويوم وقفة العيد
اغتالوا أعيادنا..

مثل ما تم أعتقال

العظماء بعرض الصحراء

و قتل شيخ الشهداء ،

سرقوا أماننا..
وأوقفوا ارواح العباد..

بتهمةِ أنّها تُشكّل خطراً

على المياه

و الهواء

وعلى أمن ذرات الثلج
وعلى رذاذ المطر على زجاج النوافذ أن كتبنا
اسمك ياوطن
على شعاعِ الشمس..
و ضياء القمر
إن التقطنا صورة
و وجوهنا تبتستم
نشكل خطر
ولو أعيننا استدارت وهي تُراقب الجمال حولها
نحن في خطر …
صادرو هدوء الليل
صادرو الضحكات
صادرو النظر
وفرضوا رسوم
على اسماء البشر
اعلنوا منع التجوال
والحظر …
قالوا : البدر يصيبه الخجل.!.
إذا.. رايناه
إذاً
أرواحنا خطر..
بِتنا نشكل خطراً..
على رومانسية الزهور … وعلى الظلام والنور ..
عندما يطفو على وجهِ البحيرة ..
إن نحن سَعُدنا برؤيتهِ نشكّل خطر..!.

إن نظرنا للأعلى أو العلياء
وشاهدنا من الأرض شعاع النجمات برحبِ السماء
نشكل عليها خطر ..
وُجِّهت لنا آلاف التُّهم
نحن من قتلنا عشتار
وسرقنا الحضارة
وزوّرنا التاريخ ومزقنا الصور..
ونحن من كسرنا الأقفال وسرقنا من سراديبهم الأموال
ونحن من سلبنا الأطفال فرحة العيد و سكبنا فوق دفاترهم دم الشهداء و الأبرياء ….
وقمنا بشنق الدُّمى لهم ليصيبهم الذعر ..
حطّمنا المكعبات وأخفينا عُلب ألوانهم الزاهية تحت الرُكام..
وبين الأنقاض..
و جعلنا عطرهم دُخان البنادق ورائحة البارود..
أتلفنا الياسمين والمسك و البخور ..
ونحن من سرق براءة الطفولة..
أبكينا الكهول..
و رجال الأديان..
و جعلنا الحجارة تنتحبْ..
لهذا اجتمعت علينا مثل الجراد فوق القصعة كلّ الأُمم .
فتمَّ التوقيع من قِبل العديد من الدّول على معاهدة الشيطان ضدّ البشر.
تجرّعنا كلّ أنواع الألم..
الجسدي..
النفسي..
الفكري..
حتي دخلنا المنطقة الضبابيّة
من الإدراك..
أقولها دون خجل
غَدتْ قُدراتنا العقلية
تتقبّل أفكارهم التي تُنافي المنطق والمبادئ الإنسانية.
أصبحنا نرى بجلّادنا..
الحبيب..
والقريب.
أصبحنا نقبل التعذيب .. ونقبِّل يد الجلاد وكأنّه الطبيب.
حتى لو لم يضربنا بسياطه نلجأ بانفسنا
لجلد الذات و التعذيب.
وربّما فقدان الشعور ..
فما الغريب ؟!.
نحاول أن نُثبت لأرواحنا إنطفاء شمسِ المغيب.
وانقضاء زماننا العجيب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار