العربي والدوليتقارير وتحقيقات

تقرير: تحذيرات السفارات في لبنان تثير الأسئلة وتعكّر موسم الاصطياف

منذ منتصف ليل أمس، انشغل اللبنانيون والمراقبون بالأسباب التي دفعت السفارة السعودية إلى الطلب من رعاياها مغادرة الأراضي اللبناني بسرعة. 
  
 
ولو أن البيان تضمّن حصراً الإشارة إلى تجنّب مناطق النزاعات لكان تأويل أحداث مخيم “عين الحلوة” كمسبّب، سهلاً ممتنعاً، علماً بأن أسبوعاً مضى على بدء النزاع المسلّح في المخيم الفلسطيني بين “حركة فتح” وإسلاميين متشدّدين.
 
ونفى الجيش اللبناني ما أُشيع عن تحضيره لتنفيذ عمليّة عسكريّة في “عين الحلوة”.
 
وحذّرت السفارة السعودية المواطنين السعوديين من الإقامة والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة، كما طالبتهم بسرعةِ مغادرةِ الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيّد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان.
 
ومن المعروف أن ثمّة توصية سابقة بمنع سفر الرّعايا السعوديين إلى لبنان، ويحصل تحديث دوريّ إعلاميّ لها، لاسيّما في محطات سياسيّة وأمنيّة محتدمة.
 
ولم تتأخّر الكويت عن تحذير مواطنيها بدورها من دون أن يحمل البيان الذي نشرته وزارة الخارجية معطى “السرعة”.
 
وفي بيانها، “طلبت السفارة الكويتيّة في لبنان إلى مواطنيها الموجودين في الجمهوريّة اللبنانيّة التزام الحيطة والحذر، والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنيّة في بعض المناطق، والتقيّد بالتعليمات الصّادرة عن السّلطات المحليّة المختصّة”.
 
وصباح اليوم، انتشر عبر مواقع التواصل طلب السفارة الألمانية إلى الرعايا في لبنان تحديث بياناتهم على منصّة السفارة، والابتعاد عن مناطق الاشتباكات.
 
وقالت جريدة “النهار” أنها علمت بأن الطلب الألمانيّ تحديث دوريّ يتمّ كلّ عام، ولا يرتبط بأمر طارئ.
 
لكن التقاطع بين تحذيرات السّفارات أثار بلبلة لدى اللبنانيين، ولم تكن ذريعة التحديث الدوريّ مقنعة لكثيرين.
 
تكاثرت التحليلات. وعلى خط أيّ سيناريو تصعيد إسرائيلي محتمل، فإن المعطيات الأخيرة الخارجة من اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتياهو مع القادة الأمنيين بشأن التعاطي مع أنشطة “حزب الله” على الحدود لا تزكّيه، وفق ما نُشر في الإعلام العبريّ في الأيام الماضية، إذ إن ميزان عدم التصعيد مع “حزب الله” بقي طاغياً، وسط انقسام الآراء بين الأمنيين، حتى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال عن الخيمة، التي نصبها “حزب الله” قرب الحدود، إن “هذا حدث تكتيكيّ وليس استراتيجياً. الخيمة لا تُشكّل خطراً أمنياً”.
 
إلى ذلك، تذهب مصادر إلى التقليل من شأن فرضيّة أن يكون التحذير السعودي ناجم عن تعثّر في المحادثات مع إيران، لكون الملف اللبنانيّ بقي محيّداً لفترة طويلة عنها.
 
خرقت التحذيرات صيف اللبنانيين الذي يشهد ازدهاراً بفضل مجيء المغتربين لقضاء الوقت مع عائلاتهم بدرجة أولى، وليس بفضل استراتيجية “أهلا بالهالطلة” بالطبع!
نقلا عن وكالات

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار