الثقافيةالسياسية

السوداني يخاطب شباب العراق: تعرضتم لظلم كبير لم يتعرض له غيرُكم

أكد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم السبت، ان شبابنا تعرضوا لظلم كبير لم يتعرض له غيرهم ، فيما دعاهم الى الحفاظ على أنفسهم وذواتهم من المخاطر التي باتت تهدد جميع المجتمعات.

وقال السوداني، في كلمة له خلال أعمال المؤتمر الوطني لحوار الشباب: “يسعدني كثيرا أن ألتقيكم في هذا اليوم المميز الذي تلون وأزهر بحضوركم فيه، وهذا اليوم الذي تنبعث منه طاقة الأمل والتفاؤل بشباب العراق الذين يمثلون حاضر ومستقبل وطننا الحبيب”.

وأضاف: “أبارك لكم جهودكم في عقد هذا المؤتمر الذي يمثل خلاصة أفكار شبابية لفريق مثابر من الشباب، عمل طيلة شهرين متتاليين على بلورة مقترحات شارك فيها أبناؤنا من خمس عشرة محافظة”.

وتابع، أن “العراق يصنف من بين الدول الشابة في العالم، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ستين بالمئة من شعب العراق هم دون الخمسة والعشرين عاما، بما يجعله واحدا من أكثر الشعوب شبابا”، مخاطبا الشباب: “بلدكم اليوم محظوظ بطاقاتكم وعقولكم اللامعة”.

وبين السوداني، أن “مؤشرات ابتعاث الطلبة في الجامعات الأجنبية المتقدمة، تؤكد أن الطالب العراقي يحصل دوما على أعلى المراتب، ويتميز عن باقي أقرانه بالاجتهاد والتفوق، وكان البلد يفتقد للبرامج الحقيقية الناضجة والواضحة الأهداف في توظيف طاقات الشباب بالاتجاه الصحيح، بل أكثر من هذا”.

ولفت إلى، أن “شبابنا تعرضوا لظلم كبير لم يتعرض له غيرهم”، مردفا: “ففي زمن النظام الدكتاتوري، فقد العراق الكثير من أبنائه الشباب في الحروب العبثية، ثم لاحقا بعد تعرض البلد للحصار، هاجر الكثير من شبابنا بحثا عن الكرامة والحرية والعيش المحترم، لنفقد بهذا طاقات عظيمة احتضنتها دول المهجر”.

وأوضح، أنه “بعد تغيير النظام، وغادرت الدولة النمط العدائي الذي سارت عليه طوال مدة حكم الدكتاتورية، ومع الانفتاح على العالم، ظلت الفلسفة الإدارية التقليدية الموروثة من الأنظمة السابقة هي المتحكمة بالخطط العامة للدولة”، مبينا أن “هذه الفلسفة كانت تقوم على فكرة التوظيف الحكومي، وتتجاهل التثقيف والتشجيع على العمل في القطاع الخاص الذي يمثل في جميع البلدان المتقدمة اليوم الركن الأساس في إدارة الاقتصاد”.

وأشار إلى، أن “الكثير من الدول النفطية التي
تتشابه معنا في الاقتصاد الريعي، أحست بخطورة الاعتماد على فكرة النمط الاقتصادي الأحادي، واتجهت نحو فتح آفاق استثمار خبرات وطاقات وإبداعات وابتكارات الشباب في القطاع الخاص”.

وقال رئيس الوزراء، إن “الدول التي تعتمد على هذا النمط من التفكير الإداري سيكون مصيرها الفشل، وتبقى رهينة بيد تقلبات السوق الذي تعتمد عليه في سلعتها الأحادية، ونحن قد رأينا كيف أن ارتباك أسعار النفط وانخفاضها قبل سنوات قريبة قد جعلنا نتلكأ حتى في دفع مرتبات الموظفين، فضلا عن توقف معظم المشاريع الخدمية”.

ولفت إلى، أن “المطلوب من الشباب أن يتشجعوا ولا يترددوا في الدخول للعمل في القطاع الخاص، سواء أكانوا مستثمرين أم موظفين بخبراتهم، أم عاملين”، مؤكدا أن “الحكومة الحالية وضعت نصب عينها، منذ بداية عملها، النهوض بالقطاع الخاص لتوفر له كل سبل النجاح، فضلا عن إقرار قانون الضمان الاجتماعي الذي ساوى في التعامل بين العاملين في القطاع الخاص مع العاملين في القطاع الحكومي”.

وتابع: “أطلقنا العديد من المبادرات الخاصة بالشباب من أجل دفعهم للدخول كمستثمرين ومبتكرين للأفكار، ومنها مبادرة (ريادة) التي وصلت إلى مراحل متقدمة في التسجيل عليها، من قبل شبابنا الواعدين والتدريب، فضلا عن رفع رؤوس أموال المصارف الخاصة بالمشروعات المدرة”.

وأضاف، أن “العراق ينتظر منكم أن تتكاتفوا جميعا بما تمتلكونه من روح وطنية تستثمرونها لتكون طاقتكم الخلاقة في بناء العراق؛ فأنتم العنصر الأساس الذي نعتمد عليه في بناء مستقبلنا، لأنكم ستحملون الراية بعدنا لقيادة البلد سياسيا واقتصاديا، ولن نفرط بأية خطة أو برنامج لتمكينكم، وهذا ما وضعنا له الكثير من الأساسات في برنامجنا الحكومي، الذي يمثل الشباب، ورعايتهم فيه واحدة من أهم الأولويات التي نرجو أن نحصد ثمارها قريبا”.

وشدد السوداني، أن “أبوابنا مفتوحة أمام كل أفكاركم ومقترحاتكم، وستجدون مني اهتماما شخصيا بكل ما تقدمونه منها”.

ودعا رئيس الوزراء، الشباب، إلى “الحفاظ على أنفسهم وذواتهم من المخاطر التي باتت تهدد، ليس مجتمعنا فحسب، بل جميع المجتمعات، من الانحرافات الفكرية أو من الآفات والسموم الخطيرة، كالمخدرات وغيرها، التي صارت تأتي بعناوين شتى؛ لأن الذهاب في هذا الطريق سيجعلنا نفقد أهم شريحة في المجتمع، فضلا عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة لها، فأنفسكم وأهلكم ووطنكم أولى بكم”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار