العربي والدولي

بسبب تركيا وإيران وسوريا.. الموارد المائية تحذر من شحة مائية بحلول عام 2035

((وان_بغداد))
حذرت وزارة الموارد المائيَّة، الأربعاء، من حصول انخفاض بكميَّة 11 مليار متر مكعب بالمياه الواصلة للبلاد سنوياً بحلول العام 2035.
 
  
 
وقال مستشار الوزارة عون ذياب عبد الله للصحيفة الرسمية ، (16 كانون الأول 2021)، إنَّ “الدراسة الستراتيجية التي أنجزتها الوزارة، تشير إلى أنه سيحصل انخفاض بنسب المياه الواردة سنوياً إلى العراق بنسبة 30 % عما يصل إليه حالياً بحلول العام 2035، إي إنَّ مقدار الانخفاض سيبلغ 11 مليار متر مكعب، عقب إتمام كلّ من تركيا وإيران وسوريا مشاريعها الإروائية”، مبيناً أنَّ “حاجة البلاد الاستهلاكية للمياه ستزداد بالتزامن مع زيادة عدد سكانه الذي سيصل العام 2035 إلى 60 مليون نسمة”.
 
وأضاف أنَّ “الوزارة قدَّمت مجموعة معالجات، جوبهت بعوامل مؤثرة أصبحت عائقاً أمام تنفيذها كالأزمة المالية والوضع الأمني والاقتصادي، إضافة إلى جائحة كورونا”، مشدداً على “ضرورة إيجاد حسابات دقيقة لمواجهة نقص المياه، وتطبيق الحلول المقترحة من خلال الدراسة الستراتيجية، وهي باتجاهين، الأول استمرار التفاوض مع دول الجوار وصولاً إلى اتفاقية واضحة وملزمة بحصص عادلة ومحدّدة من نهري دجلة والفرات، والاتجاه الثاني يتمثل بإصلاح النظام الإروائي الحالي وتطويره، باستخدام التقانات الحديثة لتقليص الهدر الحاصل، وعدم رمي النفايات وتصريف مياه المجاري في الأنهر، وترشيد الاستهلاك البشري”.
 
وأشار إلى أنَّ الوزارة تعمل حالياً على تحديث الدراسة الستراتيجية، وبناء مشاريع إروائية بطرق الري المغلق والرش والتنقيط”، منبها أنَّ “العراق قد يلجأ لطلب تعويضات من الدول المسبِّبة لتلك التغييرات، وهو حقّ مشروع، أو قد يطرح بعض المشاريع للاستثمار لتحسينها وتشغيلها”.
 
وشن رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، حسن نصيف، هجوماً شديداً على وزارتي الزراعة والموارد المائية، متسائلاً عن “دعم الفلاحين الذي يتشدق به المسؤولون”، فيما رد وزير الموارد المائية بسلسلة تصريحات أكد فيها أن وزارته شرعت بالفعل في حفر الآبار، وأن ثمة الكثير من تصريحات غير المختصين التي تهوّل وتتحدث عن جفاف العراق في مواعيد خيالية مثل 2025 أو 2035 وغيرها.   
نصيف طالب في مداخلة مع الزميل علي عماد ، “المسؤولين الحكوميين بالتوقف عن إطلاق تصريحات بشأن شراء الحكومة للقمح من الفلاحين بسعر 400 دولار، فوق السعر العالمي 250 دولار” مؤكداً أن “أسعار القمح في صعود مستمر على مستوى العالم”.  
وأقر نصيّف بأن المزارعين العراقيين مازالوا يستخدمون أساليب الري القديمة، لكنه حمّل وزارتي الموارد المائية والزراعة المسؤولية.  
وأضاف “كان على الوزارتين أن تضعا خطة، وعدم الاكتفاء بحصار الفلاح ووضعه في زاوية ضيقة تجبره على هجرة أرضه، بل كان يفترض بالوزارتين وضع خطة لاستخدام تقنيات الري الحديثة، لكن للأسف لم نرَ هذه الخطة إطلاقاً”.  
وتابع “واقع الفلاح يُرثى له، ووزارتي الموارد المائية والزراعة تضغطان على الفلاح، وأنا أسأل.. أين الدعم؟ سماد اليوريا وصل إلى 900 ألف أو مليون دينار، هل هذا دعم؟”.  
واستطرد “أنا لا أحمّل الوزير الحالي المسؤولية لأنه جاء في فترة صعبة، لكن جميع الوزراء السابقين يتحملون المسؤولية، ونحن على أبواب نزوح كبير من القرى البعيدة في محافظات الوسط والجنوب إذا لم يكن هناك خطة واضحة لإنقاذ المزارعين، خاصة بالنسبة للقرى البعيدة عن نهري دجلة والفرات”.  
  
من جانبه رد وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، مؤكداً أن وزارته تحاول إنقاذ الأوضاع عبر حفر الآبار.  
وأضاف “أنقذنا ديالى عبر حفر الآبار، ولدينا في عموم العراق حالياً نحو 10 آلاف بئر، لكن تركيزنا في الآبار على الاستخدام المنزلي وسقي المواشي، من أجل محاولة إبقاء الناس في مناطقهم ومنعهم من النزوح، لكن ليس بإمكاننا حفر الآبار بشكل عشوائي، لأننا نستهدف وقف الاستنزاف، ولابد من مسافات معينة بين بئر وآخر”.  

الحمداني، قال أيضاً إن تركيا وسوريا تقاسمتا الضرر الناتج عن الأزمة المائية مع العراق، لكن إيران لم تفعل.   
وأوضح أن “الزراعة مهددة بالتوقف الكامل في محافظة ديالى بسبب قطع المياه من قبل الجانب الإيراني”.    
وبيّن أن “تركيا وسوريا تقاسمتا الضرر مع العراق بشأن شح المياه، إلا أن إيران لم تستجب لدعواتنا في احترام الحصص المائية، وقطعت المياه عن العراق بشكل كامل، بينما تركيا استجابت”.      
وتابع، أن “القدرة التخزينية في العراق لها القدرة على تأمين كل العراق، ومستعدون لتأمين 50% من الخطة الزراعية الشتوية، في ظل الظروف الراهنة”.    
وبشأن التصريحات المتداولة عن توقيتات معينة لجفاف البلاد، ووصول الزراعة إلى صفر دونم، او جفاف نهري دجلة والفرات بالكامل، قال الحمداني إن هذه التصريحات مبنية على افتراضات غير مفهومة، من قبيل توقف الأمطار نهائياً في العراق والمنطقة، مؤكداً أن ثمة أزمة حقيقية، وهي مستمرة بالفعل، لكن الخطط لمواجهتها موجودة.   
  

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار