العربي والدولي

إيران تستولي على مناجم الفوسفات السوري لتلبية احتياجات برنامجها النووي

يعد التدخل الإيراني في سوريا أحد أهم أسباب معاناة الشعب السوري وتدهور الواقع المعيشي والأمني والديموغرافي في بلادهم بسبب استغلالهم لموارد البلاد وشرائهم ذمم قيادات عسكرية وامنية تلبي بدورها جميع مطالبهم داخل مناطق سيطرة النظام السوري.
واستطاعت طهران مؤخرًا الاستحواذ على أراضٍ في سوريا، بموجب اتفاقيات وقعها وفد اقتصادي الأسبوع الماضي مع الحكومة السورية، والآن وبحسب وثائق مسربة، تحاول استغلال مناجم الفوسفات السورية، لدعم برنامجها النووي.
حيث أظهرت وثائق أن إيران تحصل على اليورانيوم من الأراضي السورية، الخاضعة لنظام بشار الأسد، لتزويد معاملها النووية لتخصيب اليورنيوم، وفق ما نقل موقع “إيران إنترناشينول”.
وقال الموقع، إنه “حصل على وثائق سرية تكشف أن طهران تشتري اليورانيوم بثمن بخس، من مناجم الفوسفات في سوريا لصنع الكعكة الصفراء”.
ووفقا للوثائق السرية، طلبت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من الحكومة السماح للوكالة، باستيراد 800 ألف طن من الفوسفات من المناجم الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا.
وبحسب الموقع، فإن إحدى الوثائق هي رسالة صدرت في كانون الثاني من قبل، مجتبى حسين بور، نائب في مكتب الرئيس الإيراني، ووجهت إلى وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، وإلى وزير الصناعة والمناجم، وإلى الرئيس السابق لمنظمة التخطيط والميزانية الإيرانية، ونائب الرئيس، إبراهيم رئيسي، للشؤون القانونية.
وفي الرسالة، طلب مكتب الرئيس من المسؤولين، أن يقرروا ما إذا كان بإمكانهم إعطاء الضوء الأخضر للوكالة النووية “لشراء الفوسفات السنوي من سوريا، من دون دفع حصة الحكومة”.
ونقل الموقع وثيقة إيرانية أخرى تقول إنه “من أجل توفير جزء من اليورانيوم اللازم للصناعة النووية في البلاد، تدرس المنظمة مشروعا لاستخراج اليورانيوم من مناجم الفوسفات السورية، التي يتم استغلالها تحت تصرف طهران”.
وتضيف الوثيقة أنه “نظرا لارتفاع درجة اليورانيوم في تربة الفوسفات لهذه المناجم، فإن استعماله أكثر جدوى من الناحية الفنية من استخراج اليورانيوم من المناجم المشعة، منخفضة الدرجة في إيران”، مطالبة مجلس الوزراء بإعطاء الضوء الأخضر للمشروع دون دفع أموال من الحكومة.
ويدور الحديث هنا حول منجم خنيفيس تحديدًا في محافظة حمص الذي يحتوي على 300 مليون طن من الفوسفات، وهو الخيار الأفضل بين المناجم المتعاقد عليها مع إيران لأنه يحتوي على كمية أكبر من اليورانيوم.
والجدير بالذكر أنه في عام 2017، أرغمت إيران النظام السوري على توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في منجم فوسفات شرق سوريا.
وتعد سوريا من بين أكبر مصدري الفوسفات الصخري في العالم، وهو مادة خام تستخدم في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية. ويعتبر الاستخدام الرئيسي للفوسفات المستخرج من تحت الأرض هو إنتاج الأسمدة.
ومنذ بداية الأزمة السورية عملت إيران على توظيف العلاقات الأيديولوجية من جهة ورفع شعارات نصرة المستضعفين من جهة أخرى في إطار مشروعها نحو فرض هيمنتها على الدول الضعيفة كسوريا.
واعتاد النظام الإيراني استخدام الشعارات على النحو الذي يجعل التدخل في أزمات الدول المجاورة له وكأنها لتقديم المنافع إلى الحلفاء، في حين أن كل الدول التي تدخلت إيران في أزماتها اتسمت بطول أمد الصراع من جهة، واستخدام تلك الدول كساحات لترسيخ النفوذ الإيراني من جهة أخرى والاستحواذ على ثروات هذه الدول، وهو ما يتضح بشكل جليّ في الحالة السورية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار