المحلية

هشاشة الاحزاب العراقية

هشاشة الاحزاب العراقية

حيدر الموسوي

🔺المشهد الحزبي

على المستوى الشيعي ما بعد التغيير اغلب الاحزاب هي اسلامية الدعوة والمجلس الاعلى وبعض الوجودات الضعيفة وتيار الداخل المتمثل بالتيار الصدري والفضيلة
هذه الاحزاب بدأت تحاصر اجتماعيا باستثناء التيار الصدري لان حالته خاصة فهو ليس حزب بقدر ما هو تيار شعبي مرتبط برمزية عائلية لها جمهور ثابت لا يتغير
اما الدعوة فهو لوكو الاغلبية الشيعية والذي يمثل الامتداد التاريخي للتمرد على الحكومات السابقة والهوية السياسية التي حوكم الشيعة واخذوا بجريرة هذه التسمية ابان النظام السابق لكن الدعوة اليوم لم يعد كالسابق
فهو من الناحية التنظيمية يكون فيه مجلس شورى
هذا المجلس لم يعد كالسابق اغلب قياداته كبرت وشاخت حتى صار اسم الدعوة مرتبط بكاريزما شخص المالكي الذي يتناهى الى الاذهان حينما يذكر اسم الدعوة يعني المالكي! وهذه مشكلة جديدة على المدى المتوسط او البعيد ان تترتبط قوة الحرب ومقبوليته باسم امينها العام وبدونه يعني اندثار الحزب وهذا ليس من ادبيات الدعاة
فيما يخص المجلس الاعلى تنبه السيد عمار الحكيم
الى امر قبيل سنوات من ان الساحة السياسية لم تعد تتحمل تسمية مباشرة بعنوان الاسلام الثوري وذهب للقفز من السفينة من منطلق الازاحة الجيلية لتشكيل حزب جديد اسمه الحكمة ومسيرة هذا التشكيل على مدى السنوات الاخيرة في تقييمنا الشخصي ليس له تلك القوة الجماهيرية كما كان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة محمد باقر الحكيم او عبد العزيز الحكيم رضوان الله عليهما بيد ان الحكمة هويته ضائعة بين المدنية والاسلامية ويحتاج الى مراجعة
على الجبهة السنية فان الحرس القديم يحاول اليوم العودة من جديد ولكن هناك صعوبات تعرقل مشروع العودة
وهنا اتحدث عن الحزب الاسلامي الذي لم يعد الخط الاول صالح للتجربة ويحتاج الى تجديد من حيث العنوان والعمل بالضد من المشاريع المتنوعة الاخرى التي استثمرت الساحة السنية وجمهورها بالترغيب والترهيب من خلال استحضار ذاكرة احداث الحرب والنزوح المرتبطة بالحرس القديم او اتهامهم المباشر انهم كانوا هم خلف كل ما حدث
الجيل الجديد المتمثل بالحلبوسي وتقدم وهو ليس بحزب سياسي بقدر ما انه حزب لشخص واحد والاخرين مجرد كومبارس
لكن هناك مشروع اخر جاء للمنافسة وهو المشروع العربي بزعامة الخنجر والذي رغم عليه ما عليه لكن استطاع ان يكبح جماح التلميذ في عالم السياسة
وان يكون منافس مهم داخل الساحة السنية مع محاولة للانفتاح على الجبهات الاخرى من نخب وقيادات في الجنوب والوسط والاقليم لكن بخطوات هادئة
الجبهة الكردية
وهي تتمثل بالحزبين الرئيسيين
الديمقراطي والذي مرتبط مباشرة بزعامة رمزية مسعود البارزاني وحال رحيله عن الحياة فان الحزب سيتشظى ان لم يحدث اقتتال داخلي بين نيجرفان بارزاني ومسرور بارزاني وهذا ما حدث مع الاتحاد الوطني بموت مام جلال الطالباني انشق الحزب الى ثلاثة اقسام المتمثل بلاهور ويرهم ونجل طالباني باقل الذي نوعا ما لا يجيد العمل السياسي وليس لديه الكاريزما التي تؤهله ان يحل محل الراحل جلال طالباني
مع وجودات اخرى مثل حركة التغيير المنشقة اصلا عن الاتحاد الوطني وكذلك الجيل الجديد ساشوار عبد الواحد
والذي يحاول ان ينافس الحزبين الرئيسيين لكن بدون جدوى لاسباب كثيرة
الاحزاب في النظم السياسية العالمية لا تنتهي او تندثر هي باقية مثل الجمهوري الامريكي والديمقراطي
وهذا الحال حتى في اوربا وغيرها لان مبدا التوريث في الحزب غير موجود وكذلك ان يختزل الحزب بشخص الامين العام
ولذلك العمل السياسي عند تلك الاحزاب يكون ناجحا وقريبا من الجمهور
في العراق الفوضى حتى عند الاحزاب الكلاسيكية
فهي غير قادرة على ان تكتسب تجربة العمل الحزبي من هذه الدول وهذه مدعاة لانهيار تلك الاحزاب العائلية والشخصية بموت زعمائها
الاحزاب العلمانية او المدنية الجديدة ما زالت فتية وتمارس دور المراهقة السياسية لم تتمكن من الوصول الى مرحلة الرشد السياسي لتشكيل حزب علماني اوحد
باستثناء طبعا احد اقدم الاحزاب الشيوعي والذي يعد اضعف الاحزاب تمثيليا في الشارع

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار