المحلية

رسائل أربيل من التبديل

رسائل أربيل من التبديل
نورا المرشدي
ماتزال المصاعب تكتنف أي جهود في سبيل الوصول الى إتفاق حول القضايا الأساسية بين السلطة الإتحادية وحكومة الإقليم خاصة وإنها وليدة مراحل سابقة وليست نتاج خلاف عابر في جزئية بعينها بينما تستمر محاولات تقريب وجهات النظر في قضايا مرتبطة بقانون النفط والغاز الذي لم يفلح مجلس النواب في تمريره ولايبدو الأفق قريبا لتشريعه دون المرور بجولات من التفاوض بين السلطتين الإتحادية وسلطة الإقليم وهذا يدفع للبحث في وسائل أكثر نجاعة لحسم القضايا الخلافية مع وجود عزم راسخ لدى القيادات صاحبة القرار للوصول الى حالة إتفاق نهائي يمهد لتشريع القانون بما يضمن حقوق المحافظات المنتجة للنفط والغاز وكذلك الإقليم، وليس الأمر مقتصرا على خطوات بعينها بل بجملة إجراءات وإلتزامات متبادلة تفضي في النهاية الى مايديم حالة التوازن السياسي والثقة والرغبة المشتركة للوصول الى تفاهمات دائمة خاصة وإن التفاهمات المؤقتة والمرحلية لم تعد مجدية تماما لأنها تصطدم بعراقيل السياسة وتوجهات بعض القوى التي لاتريد أن يكون هناك تواصل إيجابي بين بغداد وأربيل.
الوفد الكردي المفاوض الذي يواصل مهام عمله بوصفه الممثل لسلطة إقليم كردستان يرأسه السيد فاضل ميراني بديلا للسيد فؤاد حسين وزير الخارجية الإتحادي وهو شخصية مهمة في كوردستان ولديه باع طويل في التفاوض والتواصل مع قوى سياسية وزعامات ونال ثقة السلطات في الإقليم وحقق مكتسبات جيدة وهو سياسي محنك ولد في الموصل عام 1948 ويشغل منصب سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ويمثل إختياره قرارا حاسما لإضافة زخم جديد للمفاوضات بين أربيل وبغداد مع تفهم كل طرف لمطالب الطرف الآخر وإستحقاقات المرحلة السياسية الراهنة التي لاتحتمل النكوص والتراجع تحت أي ذريعة كانت حيث يحتفظ بجملة معطيات واضحة عن سياق العلاقة بين بغداد وأربيل طوال السنوات الماضية وكلف بمهام عدة في هذا الإتجاه ولديه وعي متجذر في هذا المعطى من التفاوض والتباحث بغية تحقيق مستوى من التفاهم يبعد الجميع عن إشكاليات تعيق العمل المشترك وتسبب تعطيلا لطموح الوصول الى إتفاق في ملفات طالما سببت أرقا للنخب السياسية الفاعلة التي تلتزم تجاه جمهورها ومؤسساتها وتحاول خلق مناخات إيجابية تمنع الإنزلاق نحو الخلافات التي إن تراكمت كانت سببا في مزيد من المشاكل التي لايريدها أحد.
نعلم جيدا إن هناك بعض القضايا الخلافية حول الموازنة الإتحادية والمناطق المتنازع عليها وصلاحيات السلطة الإتحادية وحكومة الإقليم والموارد وهي تمثل هاجسا يوميا لصناع القرار في بغداد وأربيل ونعلم أيضا إن كلا الطرفين يسعيان بجدية لتحجيم الخلافات وبلورة صيغ إتفاق مقبولة هنا وهناك ولابد من الاستمرار في عمل مافي الوسع وبذل جهود أكبر لإنهاء بعض الملفات والإستمرار في التفاوض والتشاور وعدم اليأس من ذلك ولنا في تجربة تشكيل حكومة السيد السوداني خير مثال حين ساهم الرئيس البرزاني شخصيا في توفير مناخ سياسي ملائم لصياغة تفاهم أدى الى ظروف ملائمة نعيشها ويلمسها المواطن حاليا ومن علائم ذلك التفاهم العلاقة الودية والهادئة التي تجمع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالقيادات الكردية والحزب الديمقراطي الكردستاني خاصة وحكومة الإقليم ونأمل دوام ذلك لما فيه الخير للجميع.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار