منوعات

مضار التنمية البشرية على الصحة النفسية

بقلم: الباحثة صفا حسين

واحدة من أشهر عبارات مدربين التنمية البشرية هي “رفع استحقاق الذات” ومن منظور أخر أن البشر بحاجة إلى اصلاح الذات أكثر من العمل على رفع الاستحقاق كون الاستحقاق هو تحصيل حاصل ويحدث نتيجة إصلاح الأساس.
ولعل العمل على رفع استحقاق ذات غير صالحة سيؤدي في نهاية المطاف إلى مجتمع لا يعترف بخطوة ولن يبقى لطريق الإصلاح أية سالكين لكثرة المروجين عن العمل المزيف الخارجي والاكتفاء بكبت ما نحن عليه حقيقتًا ومنا نحن بحاجة اليه فعلا كوننا نختبئ خلف ذات ليست ما نحن عليه إنما ما تم برمجتنا عليه لفظيًا.
وكون هذه التلقينات والتكرارات أصبحت مرض العصر الحديث وأبرز مظاهره فإن هناك من يروج لهذه الظاهرة على كونها الحل المثالي والأفضل لكل المشاكل وكل ما نحن بحاجة إليه هو دفع المال والانضمام إلى أشخاص يجعلون كل مشاكلك تحل بمجرد تباهيك بذاتك ولو مهما كانت عليه.
ومن أجل أن لا نقع في هذا الفخ لابد لنا من فهم واضح لحقيقتنا واتباع من يرشدنا لفهمها لا لكبتها خاصة قبل تبني اية أفكار جديدة وهذه الطريقة ليست الحل الأمثل لكن على الأقل هي كفيلة في جعلك تنظر الى مشاكلك بدلا من تقبلها والاستمرار معها وهذه الطرق زائفة طبعا ولا تمد العلم بأية صلة.
ومن ناحية نفسية ستجعلك هذه الطريقة مضطرب كونك داخليًا تعاني وخارجيا تتباهى وهذه الازدواجية خطيرة جداً على الصحة النفسية.
وانا هنا لا أتكلم من باب محرض وعدائي للمدربين بل دئمًا ما انصح بأخذ المفيد المنطقي والعلمي وحسب ما يتناسب واحتياجاتك وليس اتباع ما هو “ترند” ومنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي لكي تكون بمظهر الأنسان العصري الذي يتبع أحدث تقنيات العلاج حداثة وتطور وبينما أنت في الواقع تجازف بصحتك النفسية ليس إلا!
وعليك أن تعلم ان ليس كل ما يتم التسويق إليه على أنه علاج فعال لمشكلة ما يمكن أن يساعدك بل قد يزيد عليك الأمر سوءاً كون الطرق العلاجية الفعالة هي ما تم اختبارها مختبريا وتجربتها على الأنسان والحيوان حتى قبل اعتمادها فعلياً في العلاج.
وقبل اعتماد اية فكرة او طريقة علاجية لابد من الرجوع إلى المراجع العلمية والتأكد من وجود طريقة علاجية كهذه التي يتم التسويق لها وأن موقع “Google” غني بكل ما تحتاج إليه من هذه المراجع والمصادر والدراسات في هذا المجال.
ولعل أبرز ما يجعل الناس تتبع هكذا طرق علاجية هو التسويق لها على إنها الطرق المنقذة والأهم إنها ذات نتائج سريعة وفورية وهي في الأساس لا تعالج المشكلة الأساسية انما تجعلك تنساها!
وختامًا كل ما يأتي بسرعة يذهب أسرع.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار