المحلية

الفكرة والواقع والامنيات

الفكرة والواقع والامنيات

تبدا الاشياء بفكرة ثم ترتقي الى تعاطي تفصيلي مع الواقع لتبدا تفاصيل التنفيذ وصولا الى منطقة الامنيات ومنها يعلن الانتظار نفسه منبه اللحظة والصبر اساس الوصول والانجاز امنية لابد منها من اجل اكتمال مثلث الحياة ،، وبين فكرة وواقع وامنيات تتارجح الوان الرهبة انتظارا انسانيا لما سيحدث فيما بعد. وتتعدد الامثلة وتتعاظم زوايا الاتجاهات المتناقضة والمنسجمة في مجتمعنا العراقي وذلك بسبب ضبابية الرؤية واحتقان البيئة واضطراب التخطيط وغياب الاوقات المخصصة لدراسة الطرق المنهجية والواقعية للوصول الى ثالوث الهوية المجتمعية والذي يحمل عنوان هذا المقال المكتوب بروحية الذكاء البشري ولايعلن نفسه منافسا الذكاء الاصطناعي وانما يرسم طريق مستقيم من حيث المبدا متعرج انسجاما مع واقعيات الزمن الفعلي ،، ان الانسان اليوم صار يتمركز في نهايات نفسه تاركا الخطوط الامامية خوفا وحرصا منه على بقائه يتنفس بقايا العمر وهذا مايجعله معتقلا بلا اسوار حديدية وانما تحت سقف الضغوطات الحياتية وبجدران القلق من نفسه اولا ومن الاخر ،، ان لعنة التناقض المجتمعي الان تجعل الانسان تائه وغريب جدا على ارضه وبين عالمه بسبب الكمية السلبية الهائلة من اخبار الجرائم الجنائية بين افراد العائلة الواحدة وبما يوحي بان الشر يكمن في كل الطرقات وان الضوء بات خافتا ولا يمكن ايجاده في نهاية النفق الذي اختفى هو الاخر حسب التفسير النفسي الحقيقي لروحية الانسان العراقي الذي يعلن التشاؤم يوميا كنوع من الهروب والتنفيس الخطير ضنا منه بانه ناضج ويشخص الاخطاء غير انه واقعا صار مدمن سلبي يحتمي بافكار سوداء ونفس معتمة تحتاج الى اطنان من الوعي كي تفك اسرار الخطيئة لديه ،، ان مجتمعنا بحاجة كبرى الى ادارة ناضجة وصادقة في معالجة امراض الواقع واولها الحياة السلبية والاستسلام التام لخطايا الغير دون النظر فيها والتفكير في التخفيف منها ،، ان مجتمعنا العراقي بحاجة ماسة الى بناء ستراتيجيات تتحمل المصارحة والحقيقة دون اي تجميل للواقع لان جرس الانذار يصدح كل يوم بين مخدرات تهتك باولادنا وبناتنا وانحلال مجتمعي يراوح بين مفاهيم الارتقاء والتأثر بالتجارب العالمية وبين السقوط الاخلاقي الذي يجد له البعض تفسيرات مذلة من اجل تمرير صفقة فساد انساني دون اي تأهب من الدولة او مفاصل الحكومة التي تحاول ان تعمل ولكن الامر اصعب مما يتوقعه الجميع كون ان الحامي لارواحنا صار جزء من منظومة الحرب المدمرة للمجتمع واخرها احد الضباط الركن الذي تم ضبطه وهو يبيع المخدرات لتجار كبار في الانبار وغيرها من احداث في الجنوب الذي يئن من ويلات الانفلات الانساني وغياب المعالجات الحكومية الواضحة ،، ان بلدنا وخصوصا شبابنا وللاسف يمر باصعب حالاته وهذا الامر يستدعي وقفة شجاعة من اجل تحريك الماء الراكد في هذا الملف الخطير وهو ملف الحرب القذرة على بناء الانسان وارتقاء الوطن ،، ولاتكفي الموتمرات والدراسات والبحوث لفك الرموز المباحة اصلا لحسم هذه الحرب لصالح الانسان والعراق وانما نحتاج الى توعية شاملة وحرب شرسة على اعداء المجتمع وايقاف ارهابهم الانساني ضد بناء البلد حتى يبقى الفكر يتنفس والواقع يرتقي ايجابا والامنيات تنمو وتكبر وتتلون نضجا وانجازا. الموضوع يحتاج الى همة وشد الاحزمة بقوة هائلة والامر لايتعلق فقط بالحكومة التي يفترض ان يقع على عاتقها هذا الامر وانما هو مهمة الجميع في ترميم الحياة واعادة صياغة الحلم الانساني بوجود مجتمع غير معاق ميزته النشاط والتألق وهذا الامر غير مناط بحزب او شخصية او مكون وانما تتعلق بفريق كبير اسمه العراق يرأسه الضمير باعتباره الحامي لدستور السلوك الانساني والواعز الشرعي لبوابات الولولج نحو المشهد الانساني الاجتماعي العراقي.
لنقرر باننا نستحق ان نفكر في واقع ابيض نمتلكه حصريا وان نعيش جو تحقيق الامنيات بعيدا عن خدر مزمن اصاب وجودنا وتهشم بالغ ارعب رغباتنا في العيش الكريم

والعراق الجميل من وراء القصد

الناشطة والسياسية
مروة الخفاجي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار