السياسية

قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في باكو.. رئيس الجمهورية : العراق يتحمل عبئ التحديات الناجمة عن تغير المناخ والأحوال الجوية القاسية

((وان_بغداد))
أكد رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الخميس، خلال قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في باكو، على أن العراق يتحمل عبئ التحديات الناجمة عن تغير المناخ والأحوال الجوية القاسية.

فيما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في باكو، أذربيجان للفترة من 1 _ 3 آذار 2023

أصحاب الفخامة،
رؤساء الوفود المشاركة،
أيها السيدات والسادة،
أسعدتم صباحاً،
إنه لمن دواعي سروري أن أكون حاضراً بينكم في هذه القمة. وأودُ أن أعرب عن شُكري لفخامة الرئيس الآذري ألهام علييف لتنظيم هذه القمة.
يخرجُ العراق من أزمة الوباء العالمي محاولاً معالجة أماكن الخلل التي أصابت العقد الاجتماعي لتحسين واقع البنى التحتية والخدمات في البلاد بما في ذلك ضمان توفير الخدمات الصحية الملحة والاحتياجات الاجتماعية لجميع المواطنين، كما يهدف إلى التكيّف مع التغيرات الهيكلية بما فيها التنوع الاقتصادي ومواجهة التحديات المشتركة.
لقد كان للجائحةُ الأثر في معاناتنا، ولكن يبقى لها من الدروس ما هو قيّم، لذلك نرى من الضروري، في مرحلة ما بعد الوباء، أن يتم التركيز على بناء عقد اجتماعي جديد، بما في ذلك الحدّ من عدم المساواة وضمان الرعاية الصحية العامة والتعليم النوعي ووضع تدابير جديدة مدرّة للدخل وتأمين هواء نقي ومياه كافية فضلاً عن تشْييد البنى التحتية العامة الضرورية.
تتعامل الحكومة العراقية مع مُعضلة التغير المناخي بجدية وتعمل على تحقيق أهداف الأمن الغذائي المستدام ومعالجة شُح المياه وعمليات النزوح الجماعية الناجمة عن التغير المناخي.
إن العراق يتحمل عبء التحديات الناجمة عن تغير المناخ والأحوال الجوية القاسية. وتلعب ظروف المناخ القاسية بما فيها الفيضانات والجفاف والعواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى ضعف البنى التحتية دوراً في التأثير سلباً على الاستقرار الاجتماعي في العراق.
وينعم العراق بالسلم والأمن بعد أن تخطى فترات طويلة من الصراعات والحروب والإرهاب.
علينا أن نتحرك الآن وأن نضع ضمن أولوياتنا دعم المجتمعات المحلية المتضررة، بما في ذلك بناء القدرة على التكيف وتعزيز التوعية لدى هذه المجتمعات المتضررة وتقديم المساعدات الطارئة وتحديث نُظم إدارة المياه ودعم القطاع الزراعي وجميع الأنشطة الضرورية الأخرى.
كما تقع على عاتقنا المسؤولية الجماعية للوقوف متّحدين لدعم الحكومة من خلال تبني السياسات الحكيمة وتخصيص الأموال اللازمة وإقامة شراكات إقليمية ودولية وتنفيذ التدابير والإجراءات الضرورية الرامية إلى تخفيف حدة المخاطر.
لقد أصاب العراق ما أصابه من الحروب والدمار، مخلفاً وراءه خسائر باهظةً في الأرواح والموارد وإضراراً في السمعة الدولية للبلاد، وإذا ما كان هنالك درس واحد مما قد تعلمنا من تجاربنا المؤلمة لعقود من الصراعات العسكرية المتعاقبة، فهو أنه فقط من خلال الحوار السلمي يمكننا إيجاد الحلول الحقيقية. لهذا يتوجب علينا إعطاء كُل الفرص لإحلال السلام ولإجراء حوار بنّاء وتضافر الجهود من أجل القضاء على العنف والتطرف.
إن العراق يقف على أهبة الاستعداد لاستعادة دوره البناء على الساحتين الإقليمية والدولية من خلال استضافة البطولات الرياضية وبناء الشراكات الدولية والانضمام للمعاهدات الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية وصولاً إلى التعاون في ما يتعلق بالأمن الإقليمي والبيئة والمساهمة في تحقيق أمن الطاقة العالمي.
ويطمح العراق الجديد إلى أن يكون قوة موحّدة من أجل الخير والعطاء وردم الهَوّة بين القوى الإقليمية وبناء توافق في الآراء حول مواجهة التحديات المشتركة ومنها التصدي لتغير المناخ وحماية البيئة إضافة الى محاربة الإرهاب.
ويهدف العراق الجديد إلى تعزيز العلاقات مع جيرانه على أساس الاحترام المتبادل. وكما يسعى عبر الطرق الدبلوماسية إلى معالجة الملفات المشتركة المتعلقة بأمن الحدود وتدفق المياه من دول المنبع لتأمين حصص كافية من المياه لجميع الأطراف من خلال اتفاقيات عادلة.
لقد كان لتخطي الجراح والاستفادة من ارتفاع أسعار النفط الأثر بأن تتميز مرحلة العراق الجديد بالاستقرار والتنمية الاقتصادية. تلتزم الحكومة الاتحادية بتقديم خدمات عامة أفضل وتشييد البنى التحتية العامة في البلاد من أجل ضمان تحقيق تعليم نوعي جيد وتوفير خدمات صحية ملائمة ومياه نظيفة وتحقيق الأمن الغذائي لعامة الشعب. ولضمان الوفاء بالتزاماتنا تجاه مواطنينا يتحتم علينا تعزيز العلاقات بين بغداد وأربيل إضافة إلى تحسنها بين جميع محافظات البلاد.
ويفرض علينا واجبنا الجماعي أن نعمل معاً لضمان تحسين المستويات المعيشية وتعزيز السلم والاستقرار وحماية البيئة وتنويع النشاط الاقتصادي والحفاظ على التراث الوطني للأجيال القادمة.
لقد أحرز العراق تقدماً ملحوظاً في مجال انتاج النفط الخام، حيث يستمر هذا التقدم صوب الاستثمار في معالجة وتكرير الغاز الطبيعي، وتدعم الأطر القانونية المناسبة الصناعات البتروكيميائية في العراق. وعليه فان العراق يمتلك القدرة على أن يصبح مركزاً للصناعات البتروكيميائية، وقادراً على المنافسة العالمية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار