مقالات

قبور ناطقة

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
لم يكن القبر نهاية ذكر الانسان ، و خصوصا من جعل من *الحياة مزرعة الاخرة* ، بل ان الناطق بالحق تكون حياته و مماته ذكرى و الأسوة الحسنة لأجيال جيلا بعد جيل .
و لذلك كان شريعة الاسلام من اكثر الاديان التي حثت على احترام شخصية الانسان في الحياة و حتى بعد الممات ، و لذلك جعلت في شريعتها احكام خاصة و مشددة و ملزمة التطبيق و العمل بها تحت عناوين ( كتاب احكام الميت ) او ( شؤون الميت ) او ( فقه الميت ) الى اخر المسميات التي تصدر و كلها عبارة عن احكام فقهية بخصوص الميت ، و الكلام في هذه الكتب الفقهية تتحدث عن حقوق الاموات على الاحياء منذ لحظة الاحتضار ، و الغسل ، و التكفين ، و حمله و اتباعه ، و الصلاة عليه ، و دفنه ، حتى ما بعد الدفن بل و تعرضت الشريعة الاسلامية الى الحقوق الاخلاقية للاموات على الاحياء ، و كل ذلك كان الكاشف عن فلسفة خاصة التي تراها شريعة الاسلام الى الميت ، وانه غير منقطع عن التدخل بمجريات الحياة ، حتى بعد مماته .
و الحديث المتواتر و المشهور عن النبي محمد ( ص ) : ( إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) ، و دلالته واضحة على بقاء علاقة الميت بالاحياء مستمرة ، بل و مؤثرة في سلوكهم و قراراتهم و توجهاتهم من خلال الاقتداء بعلم و فكر و نهج وسيرة الميت .
من هنا كان هم و توجه الظالمين و الطواغيت الى هدم القبور والتوجه الى اصدار الاحاديث المكذوبة ، بغيت المحاولة الى انهاء ذكر من هو بمنزلة الأسوة الحسنة ، و التخلص من المد الروحي الى الاجيال التي تقدى به ، و التاريخ سجل العديد من هكذا محاولات لهدم ذكرى الاسوة الحسنة ، و كان ابرزها قبر حر الدنيا والاخر الامام الحسين ( ع ) الذي توالت الطواغيت على هدم قبره الشريف كما ان هدم قبور الائمة في البقيع واضحا للعيان و لليوم و الغرض معروف من وراء كل ذلك .
كل الغايات من هدم القبور و محاربة زيارتها كانت *غايات سياسية و ليست عقيدة اسلامية* ، الغرض منها *انهاء ذكر ممن ذكره احياء لثورة ضد الظالمين و المحتلين و اتباع الشيطان الرجيم* ، فكانوا على يقين انه القبر يبث رسالة الى الاحياء ، و يشجعهم على السير ضمن المنهج القويم .
و اليوم نلاحظ قوى الشر ايضا تحاول العبث بسيرة الاموات من الصلحاء و الشهداء و الابطال من *الحشد الشعبي* ، من خلال تمزيق الصور او المحاولة الاساءة الى سيرتهم او الاعتداء على قبورهم و غير ذلك ، من الامور التي يرغبون منها انهاء ذكرى تلك الابطال ، يتصور *كبيرهم المحتل* انه يستطيع ان يمحو ذكرى تلك الابطال من الذاكرة ، او ان يمسح وجودهم من قائمة الأسوة الحسنة ، و هي قائمة ربانية باقية ما بقى الدهر ، فنقول :
يا محتل و من انغر بك كد كيدك فو الله لا تمحوا ذكرنا و سيبقى العراق منتصرا برجال الحشد و برجال المقاومة المخلصة الشريفة و بكل رجال العراق المؤمنين ، و سلاما على العراق و شعبه .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
مصدر .. النزاهة في ميسان توقف صرف ٥٠٠ مليون دينار مشدداً على تكثيف الجهد الاستخباري والأمني.. وزير الداخلية يترأس مؤتمراً أمنياً في قيادة شرطة ميسان التربية والداخلية توحدان رؤى التعاون لإنجاح امتحانات طلبة معهد اعداد مفوضي الشرطة والاخيرة تُكرم الو... الاستخبارات والأمن تطيح بـ4 تجار آثار وأسلحة ومطلوب آخر بالإرهاب في بابل برعاية التعاون الالماني .. المعهد الوطني لحقوق الانسان ينظم دورة تدريبية عن كتابة القصص الملهمة . نحو 8 مليارات دولار.. الحكومة تعلن تسديد العراق كل ديونه لصندوق النقد الدولي السوداني يرأس الاجتماع الثامن للّجنة العليا لمشروع طريق التنمية-عاجل تحت عنوان «وِرث مملكتين» المعهد الملكي للفنون التقليدية يستعرض الفنون السعودية والبريطانية رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل وفد شركة KBR الأمريكية للحلول التكنولوجية المستدام... مشيداً بدور القضاء في مساندة الأجهزة الأمنية.. وزير الداخلية يلتقي رئيس محكمة استئناف محافظة ميسان