مقالات

ماذا فعل الوحش؟

بقلم جعفر الونان :

•لغة الأرقام مخيفة، فقد توفي على مستوى العالم ٤٥٦ ألف إنسان وفي العراق تحديداً ٩٢٥ انساناً وقد أصيب مايقارب٨.٦ مليون انسان في العالم بهذا الوباء منهم ٢٧.٣٥٢ عراقياً وتعافى نصف العدد تقريباً حيث بلغ ٤.٥ مليون انسان في ١٩٦ بلدا في العالم منهم ١٢٢٠٥ عراقياً.

•قدم الوحش كورونا درساً قاسياً لنا نحن البشر اختصاره أننا ضعفاء مهما طغى الغرور علينا، واننا في بداية كل شيء مهما وصلنا للقمة ومهما ظننا اننا انجزنا اهدافنا الكبرى لكنه أكد حقيقة أن الإنسان يميل للأمل لا للخيبة .
•استحوذ كورونا على مشاهد الحياة وحط مخالبه في كل بقاع الأرض وهذه المرة الأولى التي يخوض فيها الإنسان حرباً مع عدو لم يره ولم يصافحه ولم يسمع به ولايستطيع التفاوض معه.
•برهن مجيء الوحش إلى العراق أننا شعب “عطوف” نبكي ونحزن على مصابين جاءهم الوحش من دون أن نعرفهم أو نلتقي بهم، ليس ذلك فقط بل شعب متميز بالتكافل والشعور بالآخر وخير دليل عابر أمواج التكافل التي جرت في المناطق الفقيرة والشعبية.
•بعد مجيء الوحش بماذا نصف الطبيب والممرض وسائق الإسعاف والصيدلاني والإشعاعي والعاملين في المستشفيات العراقية الذين ينتقلون بكل إنسانية بين المصابين ويعالجونهم، وماذا نصف الشباب من منتسبي فرقة الإمام علي وهم يلتحفون بطون صحراء النجف ليدفنوا الذي جاء أجلهم بسبب الوحش؟ وماذا نصف المنتسبين وافراد القوات الأمنية الذين يعملون على تنفيذ القرارات الوقائية ؟ وبماذا نتحدث عن الإعلام المتزن الذي يبحث عن المعلومة من دون ترهيب او تخويف للمصابين .
•الحقيقة الملموسة بعد مجي هذا الوحش فقدنا جزءا كبيرا من المرضى نتيجة غياب الوعي في إيصال المعلومات عن هذا المرض واهتزاز جدران المناعة الذاتية.
•بالنهاية من سينتصر بنو البشر أم الوحش؟، بالتأكيد سينتصر البشر بالأمل والصبر والوقاية وارتفاع المعنويات النفسية وستعود حياتنا إلى طبيعتها كما كانت وتنتهي الأيام السود والحزن ومعاركنا مع هذا الوحش.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار