الثقافية

صدور كتاب “مِن جَنى الذائِقة”، للباحث والكاتب الأديب لطيف عبد سالم

هادي جلو مرعي..
أصدر الباحث والكاتب العراقي الأديب لطيف عبد سالم، كتابًا بعنوان: “مِن جَنى الذائِقة.. حكايات من وحي نصوص مختارة”. ويمثل هذا الكتاب الذي صمم غلافه الفنان يوسف شنيشل، أحدث مؤلفات الكاتب الذي صدرت له أكثر من عشرةِ كتب. وقد استهل الزميل سالم كتابه هذا الذي صدر مؤخرًا عن اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، وجاء في (232) صفحة من القطع المتوسط، بمقدمةٍ ضمنها عرضًا مكثفًا لأهم محاور الكتاب، قبل أنْ يبدأ بسرد حكايات مستوحاة من نصوصٍ شِّعريَّة لأربعةٍ وأربعين من الشواعرِ والشُعراء العراقيين والعَرب، حيث كتب في مقدمة الكتاب: “ليسَ بالأمرِ المفاجئ القول إنَّ حياةَ الشُعَراء الشخصيَّة يكتنفها الكثير من الأسرارِ والخفايا التي ربما انطوى بعضها على آمالٍ، أو مُعاناة، أو أفراح، أو صعوبات وتحديات، فالتجربة الشِعْريَّة بهذا المعني تُعَدّ تجربة إنسانيَّة في بعدِها الأعمق. ولعلَّ ما يؤكد ذلك هو أنَّ الشَاعِرَ يلمح ولا يصرح، تاركًا للمتلقي حرية الاستنباط. ولا ريب أنَّ التجاربَ التي عاشها بعض الشُعَراء على المستوى الشخصي، كان لها دورًا فاعلًا في بلورةِ اسلوبهم الشِعْريّ على مستوى الصياغة، أو على مستوى تشكيل الرؤى والقناعات؛ لعمقِ أثرها في بناءِ تجاربهم الأدبيَّة”.
ولإضاءة الكثير من الرؤى بخصوص المؤلف المذكور، أسجل هنا آراء نخبة من الأدباء العراقيين والعرب، حيث تحدث الأديب الأستاذ عبد السادة البصري عضو المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن كتاب “مِن جَنى الذائِقة” قائلا: “عندما تقف على عتبة نص ما، ما عليك الاّ ان تتأمله قليلاً، وتغور بين خوافيه على وفق ما تهديك ذائقتك القرائية،، بعدها ستجني ثمار ما قرأت،،، هذا ما قام به الكاتب والباحث المبدع لطيف عبد سالم، وهو يقدّم على موائد القرّاء ما اكتنزته ذاكرته من ثمارٍ جنتها ذائقته ذات قراءات متعددة، ليقول للجميع هاكم ما اطّلعت عليه وحفر في داخلي هواجس واشارات كثيرة… بكتابه هذا يشركنا معه في بعض القراءات لنستمتع بجنى ذائقة واعية جدا. مبارك واتمنى أن نقرأ لك المزيد.. ومحبتي”.
كذلك أشار الأديب الأستاذ حامد عبد الحسين حمادي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان إلى هذا الكتاب قائلًا: “يعدّ كتاب (من جنى الذائقة.. حكايات من وحي نصوص مختارة) لمؤلفه (لطيف عبد سالم) من الكتب المهمة؛ لما ضمّ بين دفتيه من نصوصٍ أدبيَّة إبداعيَّة لأدباء عراقيين وعرب، حيث أخضعها الكاتب إلى الفحص الدقيق من أجل تسليط الضّوء على مناسبة النصّ ومعطياته، واستعراض المناخات التي حرّضت الناصّ على الدخول في أتونها، إنّه توثيق التقاطي موفّق حيث يؤرّخ رؤية جادّة في التنقيب الحداثوي ومتابعة المحفزات الداخليَّة والخارجيَّة التي كان لها الأثر الكبير في تفجيرِ مكنونات الناصّ لتتوالد لدينا – هنا – استكشافات تجارب الأدباء المختلفة، في محاولة لسبر أغوارها ضمن منظور غلب عليه طابع الحكائية المنبسطة وبأسلوبٍ ينمّ عن مديات ثقافة الكاتب ورصانته”.
ومن الشقيقةِ مِصْر، كانت للشاعر الأستاذ محمد جاد المولى رئيس فرع النقابة العامة لاتحاد كتاب مِصْر في الأقصر وقفة مهمة حيال مضمون الكتاب، أوجزها بقوله: “ونحن نقف بين ساحلي كتاب (من جنى الذائقة.. حكايات من وحي نصوص مختارة)، لابد أن ننظر بعين الاهتمام إلى هذه التجربة الجديدة التي جاءت متميزة بفضل ما احتواه الكتاب من موضوعاتٍ تعكس الجهد الواضح للكاتب الذي تجلى في قراءةٍ معمقة لنماذج مختارة من التجارب الشِّعريَّة، أو الحالات الإبداعية المتباينة التي أثرت الواقع الأدبي والمشهد الثقافي العربيّ. ولا شك أنَّ حضور تلك الكوكبة من الشُعراء من مختلفِ البلدان العربيَّة، قد تم اختيارها وفقًا لأسس عديدة، أهمها: التميز الإبداعي، ثم الدور الملموس الساعي إلى النهوض بالحركة الأدبيَّة في المحيطِ العربيِّ. ومن الطبيعي أن يتطلب هذا العمل جهدًا مخلصا ووقتا تصدق به الأديب الأستاذ لطيف عبد سالم على ساحتنا الأدبية، وكأن لسان حاله يترجم مدى احتياج المهتمين بالشأن الأدبي لهذه الإطلالة من أجل التعرف على أكبر عدد من الشُعراء المتميزين من مختلف البلدان العربية، ترى هل لنا أن نطمح من المؤسسات الرسمية في كل بلد أن تتبنى مثل هذه التجربة التي نجح الأديب لطيف عبد سالم في تنفيذها وإخراجها إلى النور؟، حيث نجح اديبنا في تقديم أكثر من أربعين شاعرا لكل منهم صوته وتربته ورؤيته الخاصة والحاضرة في المشهد الإبداعي”.
وعن مضامين الكتاب هذا، تحدث الناقد والسيناريست العراقي سعدي عبد الكريم قائلًا: “ولعلَّ الكتاب الذي بين أيدينا الموسوم (من جنى الذائقة) الذي اهدانا نسخة منه مؤلفه الصديق المهندس (لطيف عبد سالم) الذي بذلَ فيه جهدا أدبيا مائزا، حيث اشتغل على نسق مهم في مديات فاعلية الشعر مع اسقاطات الأحداث الواقعية، والصور الحقيقية المُتولّدة عبر تسطير القصة أو الحكاية التي من خلالها ولدت القصيدة، وهذه المندوحة التدوّينية برأينا النقديّ منظومة فائقة الاختيار تضاف لتاريخ (المؤلف) لتعرضه لهذا النهج الصعب من فنون الكتابة…. إنَّ الأديب (لطيف عبد سالم) ذلك الباحث الدؤوب، والحريص على اكتمال قمر تدويناته بسعة مثالية لشغفه الدائم بكتابة الثيمات الواقعية التي انجبتها بعناية فائقة ملامح المأساة والبهجة، وهو مسار جديد يضيفه إلى دائرة الضّوء في الأدبِ العربيّ من خلال كتابة الجديد (من جنى الذائقة).
من جانبٍ آخر، أشار الشاعر العراقي سالم الحمداني إلى الكتاب المذكور قائلًا: “نتاج الباحث الأديب الأستاذ لطيف عبد سالم الثري الماتع (من جنى الذائقة.. حكايات من وحي نصوص مختارة).. ضم بين دفتيه نتاج مجموعة من الشعراء والشواعر توزعوا على مساحة البلاد العربية، جمعه وأشرف على إعداده وترتيب فصوله باحثنا الجليل، بأسلوب متقن مدروس، وتناول فذ فريد يغري ذائقة القارئ، عبر رصانة المختارات وتنوع أغراضها وما حوته من أفكار شتى، كانت ولا زالت الشغل الشاغل لوجدان واهتمامات الشارع العربي بكافة مستوياته. وهذا لعمري من حسن الفطن، حينما ينفرد منجز بطرح سيمفونية ثقافية متنوعة ثرية تستقطب المتذوق وقتما يجد ضالته في مطبوع واحد، والذي تعددت فيه الرؤى، وتنوعت المشارب، وتلونت الصفحات بعطر الأدب وجميل القصائد وسبل مناهلها”، وأضاف الحمداني قائلًا ” أننا أمام تجربة فريدة نوعا ما من خلال هذا المنجز، عبر استنطاق الناص بسرديةٍ تحاكي صيرورة النص، لم يكن القصد منها قطع دابر التأويل، أو تحديد مساراته وسبل تناوله، ولكنها محاولة لإشراك الناص نفسه بتقديم واقعية متلازمة لصيرورة النص وفتح مديات ولادته وتكوينه عبر سرد قصة موازية للنص تحاكي نشأته الآنية”.
وقد جاء في قراءة الشاعرة هالة المهدي من جمهورية مِصْر العربية لكتاب “مِن جَنى الذائِقة.. حكايات من وحي نصوص مختارة ما نصه: “شعرت وانا اقرأ هذا العمل أنَّ الكاتب دخل جديًا في حياة كتاب القصائد واستمرأ الوصول لشغاف داخلهم بفهم ووعي وتذوق ما كتبوا، وبعد دراسة مستفيضة أخرج لنا الكاتب قراءة لأعمالهم هي بالفعل جَني قطاف وثمار تعهدها قبل القطاف برعايةٍ خاصه، فأثمرت بدراسته ووعيه الثقافي دراسات ولا أروع من أنْ يقال عليها أبوابًا فُتحت لندخل منها إلى دهاليز عقل كل كاتب منهم”.
جدير بالإشارة، أنه ومن باب الاهتمام، والاحتفاء بالمنجزِ المذكور، أقدمت مجموعة من الأدباء المصريين في بادرةٍ جميلة تستحق الثناء والاحترام على طبع هذا المؤلف وتوزيعه على العديدِ من النُقاد والأدباء المصريين، وفي معرضِ القاهرة الدولي للكتاب أيضًا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار