مقالات

لوغاريتم التحديات الانتخابية !؟

بقلم ✍️ عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي..

قد نختلف فيما بيننا في تقبل الافكار والطروحات حسب ما يتناسب مع طبيعة الميول او الانتماءات سواء كان ميولاً لها مسارات عاطفية ام ان تكون ذات توجهات سياسية ، وقد تكون هذه الاختلافات مثار جدل واسع اذا ما سُلط عليها ضوء الاعلام واضيفت اليها القليل من التوابل الهندية الاصلية المنشأ لتكون مادة دسمة تستحق ان يسيل لها لعاب المتحذلقين وينجذب اليها طنين المتعنصرين الذين تتقافز عيونهم على فتات المناصب ويسيل لعابهم عليها من خلال ظهورهم على بعض الفضائيات التي تدعي اهتمامها بالمسؤولية الوطنية ، وليقوم المتلقي بتذوقها و التثقيف لها في نقاط قابلة للجدل ذات الوان وخلفيات background متباينة ولتسحب الماء الابيض الموجود في عيون المتابعين لها بطريقة عفوية وقد تكون هذه المادة الخام تخدم مصالح واجندات مشبوهة من خلال بروبوغانادا اعلامية لها اليد الطولى في بسط النفوذ المريض وهيمنة واستعمار الفكر واضمحلال المبادئ تمهيدا لاحتلال الضمير.

التعريف الحقيقي لمعنى السيادة هو الذي يطلق عليه بالسيادة الكاملة والغير منقوصة بإمكاننا ان نطلق عليها بأنها ذات عمق حضاري تستمد قوتها وكينونتها من القرار السياسي الداخلي الحاصل على التفويض المطلق قبل ان يكون لها عمق دولي واقليمي معترف به حسب طبيعة ونوع الاجواء السياسية السائدة ، وهنا ينبغي الاشارة الى ان مانمر به اليوم من تحديات على الصعيدين المحلي والدولي هو اشبه مايكون بالحَمَلْ حديث الولادة التي مالبث ان يقف على قدميه حتى وضربه تسونامي تكسرت على اثره اقدامه الهزيلة .

ولابد من التوقف والتأمل قليلاً بحجم ووزن بلد عمقه ارثه التاريخي والحضاري الذي هو اكثر من عمق جميع الديانات والاجرام السماوية اذا اردنا المبالغه قليلاً التي يؤمن بها جميع سكان اهل الارض، وان نفكر بالمنطق الذي يقول قد حان الوقت الذي ننزع فيه عباءة التخبط الاهوج وايقاف الانصياع الى الولاءات الخارجية من اجل ان نحافظ على ماتبقى لنا من اطلال نفتخر به امام انفسنا اولاً قبل ان نتفاخر به امام الاخرين ، ولتكون نقطة تحوّل ومنعطف تاريخي عظيم له القدرة على اعادة هيبة السياسة الداخلية والخارجية وتصحيح مسارها بعد فترة مخاض ومعاناة وانتظار طويل تعثر بسببه السير على خطوط النقل المتهالكة التي تَعَمد المارقون تخريبها لأبعاد وغايات ونوايا سياسية مصابة بأختلال هرمون التوازن العقلائي الغير قادرة على تقديم اي انجاز في ظل تلكؤات متعمدة بات الفساد فيها هو العنصر الفاعل والعقدة الرئيسية في تحرك وتوقف عمل منشار مكافحته .

كبلد لم يلبث ان يخرج كلياً من تبعات حروب عبثية استنزفت موارده البشرية والاقتصادية حتى دخل في نفق معاناة التقوقع والانعزال داخل شرنقة التبعية السياسية التي زالت احدى اقدامه لم تستطيع التخلص بعد من التطرف الفكري الضحل ومن محاربة الارهاب المقيت ، ولابد لنا اليوم من ان نتخيل ونعي هول المشهد وحجم الكارثه المحدقة بنا بوجود احداث انية او مستقبلية خصوصاً تكررت فيها سيناريوهات جميع تجارب واخفاقات الانتخابات التي مضت عندما جاءت نسبة المشاركة فيها لاترضي طموح حتى الذين لهم قوة النفوذ وسطوة المال السياسي .

ماحصل بالامس من ضعف المشاركة الانتخابية سيزيد قطعا من التدخلات الدولية والاقليمية بالشأن الداخلي لدينا الذي يترجم فعلياً بانها عملية خرق للسيادة وبشتى اشكالها تعد خطأ فادح مشترك ارتكبه المواطن والمسؤول يثير لدينا الكثير من النقاط وعلامات الاستفهام الذي كان من المفترض بصناع القرار والقائمين على المطبخ السياسي ان يجدوا الاجوبة الكافية والوافية التي تقف خلف اسباب ذلك الضعف ، في وقت تتصاعد الانشقاقات والتصدعات وحرب التسقيط والوعيد المعلنة بين السياسيين غير مكترث الكثير منهم بخطورة التصريحات وانعكاساتها على المشهد السياسي برمته .

لم تكن اطلاقاً صدمة للشارع لكوننا نستطيع القول ان الشعب قد تعوّد على ان يرى التسقيط السياسي يرتدي أزياء فلكلورية مختلفة بين الحين والاخر لانها حلقة من سلسلة حلقات مكملة للاخفاقات والاخطاء الكارثية التي لن تستطيع حتى عصى موسى ان تلقف ماحولها من هول الحدث لان الوصف الدقيق لها هو بمثابة صخرة اقليمية قد تدحرجت من اعلى القمة فلم يستطيع وَحلْ السياسة من ان يوقفها ولم يستطيع سيل المفاوضات من ان يغرقها ويكبح جماحها قبل ان تتجاوز جميع حدودها وقت السقوط.

كلنا نعرف ان ميدان المنطق يقول لايوجد احتلال سياسي نافع واحتلال سياسي ضار فحسب قناعتي الشخصية ان الاحتلال كله سواء والكيل بمكيالين هي سياسة ليست فيها شجاعة على مواجهة الباطل او القدرة على تحمل المسؤولية الوطنية لان لوغاريتم السياسة لدينا يصعب حله من الذين لايمتلكون قرار فرض الارادة السياسية التي لها قدسية تعلوا لمستوى الوطن والمواطنة .

ان التسرع باتخاذ قرارات عاطفية لكسب ود طبقة معينة من الجمهور لتسخير ذلك في الحملات الانتخابية ولتأجيج الرأي العام حيال اي قضية دون الرجوع الى البرتوكولات والاخلاقيات السياسية المعمول بها وعدم دراسة ابعادها وخلفياتها وخطورة تداعياتها يعد ذلك خطوة جريئة وخطرة ومستفزة لبعض القوى التي تريد جعل الساحة الداخلية هولوكوست ومطاحن ينتظر مروجيه ادخال اكبر قدر ممكن من الفئه الفقيرة المعدمة الى مستنقع الهلاك والاقتتال الداخلي لكونها الوحيدة القادرة على دفع فواتير باهضه وقت حدوث الازمات .

انتهى….

—————————————————————
خارج النص / ادانة الاحتلال يكون بشتى اشكاله ولايقتصر على العنوان الرئيسي الابرز له .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار