مقالات

(اراء حرة) {الحروب الجديدة}

عماد ياسين الزهيري:
١.اعتادت البشرية على التعبير عن فشلها او طموحاتها فيما بينها من خلال النزاعات والحروب وكانت ولازالت تعمل على اعطاء تلك الحروب اهداف ومبررات دينية او قومية او وطنية او مصالح اقتصادية او اهداف سياسيه وبعد مرور الاف السنين انتج الفكر العسكري والسياسي الاف الحروب والمعارك واستخدمت في جميعها اقسى انواع الاسلحة والاعتدة وزج الملايين لمطاحن دمويه واستطاع المنظرين والقادة من تحويل ذلك الدم الى فن وعلم الحرب وتهذيبه بنظريات وافكار انتجت الاف الكراسات والمصطلحات والتي تدرس ليومنا هذا في الكليات العسكرية وكليات القيادة والاركان والحرب وعلى سبيل المثال وليس الحصر حروب اوربا في القرون الثلاثة الاخيرة .
٢.ساهمت المؤسسات العلمية بتصنيف الحروب الى عدد من التسميات واشهرها الحروب التقليدية وغير التقليدية او الحروب الشاملة او المحدودة او الحروب النظامية وحرب العصابات او حرب مكافحة العصيان والتمرد او مكافحة الارهاب والتطرف والكثير من هذا السياق وكانت جميعها تعتمد بتصنيفها على وجود اطراف خارجية او داخلية وقد تتعدد الاطراف المشتركة بالحرب الى عشرات من خلال تاسيس التحالفات الدائمة والمؤقتة مثل الناتو وحلف وارشو والاحلاف الجديدة ذات الواجهة السياسية او الاقتصادية ولكن في جوهرها تكتلات وتحالفات عسكرية وامنية عابرة للحدود
٣.ان رغبتي في نشر الوعي العسكري والامني في المجتمع الاسلامي والعربي والعراقي بشكل خاص والدولي بشكل عام ياتي في تطوير وتنضيج فكر فن وعلم الحرب والعلوم ذات العلاقة بها من خلال مطالعتي وخبرتي في هذا المجال ان الحروب الجديدة القادمة تمتاز بانها لاتمتلك مبادئ ومعايير انسانية واخلاقية في داخلها وهي تبحث وتتوخى الانتصار بمختلف الوسائل والادوات فمزج نظرية الخوف والقلق مع التهديد المبطن واثارة القلاقل والنزاعات الاهلية وتمويل الانفصاليين والتنسيق مع منظمات الجريمة المنظمة وبناء كارتلات المخدرات. وتجارة البشر والسلاح والسيطرة على الاسواق وحصر كرامة الدول والشعوب باسواق البورصة والبنك الدولي ومنظمات اخرى دولية رسمية وغير رسمية متدخلة بمختلف الاشكال ( اطباء بلاحدود ،انقذوا الاطفال، مراقبة حقوق الانسان ، الصليب الاحمر الدولي)وجميعها غير حكومية واخرى دولية مثل ( المفوضية العليا للاجئين ،صندوق الاطفال التابع للامم المتحدة ، الاتحاد الاوربي ،الخ)
يجعلنا امام (( نمط جديد من الحروب يجب تحديدها ودراستها والبحث فيها )) لغرض الحفاظ على العراق ووحدته وشعبه وتاريخه وكرامته وثرواته من خلال التهيوء والاستعداد ومواكبة هذه الموجة بالحكمة والبحث العلمي واحترام رأي ذوي الاختصاص والمنظرين حتى لانلوم انفسنا ونخسر مستقبلنا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار