مقالات

رئاسة البرلمان.. القيادة الناجحة

حسن حنظل النصار:
كل مؤسسة لايمكن ان تنجح في اداء ماعليها من واجبات إن لم تتوفر لها ادارة ناجحة ومتوازنة ومنفتحة على الرأي الآخر في ظل العمل الديمقراطي الذي تتشكل منه الدولة ومؤسساتها وتتاح للمواطن في ظله حرية التعبير عن الرأي والوجود والمشاركة الحقيقية المعبرة عن حاجاته وشعوره بالمسؤولية تجاه وطنه ومستقبله.
في العراق عانينا من مشاكل لاتعد ولاتحصى في ظل الوجود الاجنبي وعدم القدرة على تجاوز نظام المحاصصة الطائفية والعرقية التي عطلت مشروع بناء الدولة ونهوضها وقيام مؤسساتها وفتح باب الاعمار والاستثمار المغلق من زمن بعيد وكان التحدي الاكبر هو تاسيس برلمان وحكومة يقومان بواجبهما الكامل تجاه الشعب من خلال تشريع القوانين التي تحمي مصالح الشعب وتشرع القوانين اللازمة لتوفير ضمانات استمرار تلك الحماية وديمومتها.
احتجنا الى عدة دورات برلمانية للوصول الى رئاسة نوعية ناضجة ومتكاملة ومهيئة للقيادة الفاعلة التي لاتخضع للضغوط والاملاءات وهي تمتلك الشجاعة لتفضح تلك الضغوط لو واجهتها في يوم دون تردد ودون تراجع او خوف من خسارات مادية او معنوية وقد حققنا ذلك بالفعل في هذه الدورة البرلمانية التي حظيت برئيس برلمان واعد وشجاع ومتمكن وحريص على النجاح واظهار البرلمان حقيقيا وواعيا ومتمكنا من واجبه المهني والاخلاقي الذي يمارس من خلاله الدور الكامل والمطلوب دستوريا وقانونيا.
رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي والنائب الاول للرئيس الاستاذ حسن الكعبي انموذجان متقدمان لنجاح مشروع القيادة وادارة الدولة في مؤسستها التشريعية المكلفة بالسهر على حماية مصالح الشعب ومنع التجاوز عليه مهما كانت الضغوط ولو تابعنا ماجرى من جهد لاقرار قانون الاقتراض لوجدنا حجم الدور القيادي الذي لم يخضع لاشتراطات كانت في السابق تمنع البرلمان من ان يقوم بواجبه ولكنه هذه المرة وبوجود الحلبوسي والكعبي تحول الى مؤسسة تتصدر مشهد الفعل السياسي الحقيقي والناضج.
امانة الله اتركوهم يشتغلون ياا سنة وياشيعة خير من مثل البرلمان بدون نفس طائفي وابتزازات ومهاترات شباب شجعان ومن رحم المعانات ليس مستوردين او جائو على الدبابة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار